ثقوب العولمة في حوار ديني أخلاقي.. ولكن إنساني عام
4 مشترك
كاتب الموضوع
رسالة
عمرو السعيد عضو برونزى
عدد المساهمات : 141 نقاط : 441 تاريخ التسجيل : 12/11/2009
موضوع: ثقوب العولمة في حوار ديني أخلاقي.. ولكن إنساني عام السبت 28 نوفمبر 2009 - 16:37
في حوار دار ليومين, شاركت فيه150 شخصية مسيحية ومسلمة, جاءت إلي قرية ألمانية اسمها لوكوم من قارات العالم أدير حوار حول ثقوب العولمة من جوانب ثلاثة, الاول تناول أخلاقيات العمل والثاني العمالة المهاجرة وكان الثالث هو أمن الإنسان والعالم. والذي أهمني في الموضوع هو أن مؤسسة دينية إنجيلية تخرج من مواقعها اللاهوتية التقليدية لتناقش أمورا عامة مطروحة للجدل في كل مكان. ولاشك أن النقاش الأكاديمي عن العولمة سيختلف عن النقاش السياسي كما سيختلف عن النقاش ذي المسحة الكنسية الاخلاقية لذلك وجدت نفسي حريصة في البدايات لأن الاجواء كانت لاتزال جديدة علي. لم يستمر حرصي كثيرا خاصة بعد أن تعرفت علي ألوان الطيف المهنية التي شاركتني الحوار. كان رجال الدين الإنجيليون أقلية وسط العدد الكبير من المهنيين والمهنيات من قارات العالم. فدار الحوار في أطر اقتصادية واجتماعية وانسانية عامة.
في البداية قال فريتز أنهالم, رئيس الأكاديمية الإنجيلية الألمانية وهي الجهة المضيفة, أننا مختلفون في العرق والدين والنوع والانتماء الوطني لكننا موحدون من حيث تأثير العولمة علينا. كما أن الكنائس المسيحية تتحدث إلي اتباعها بلغة الاخوة فهي تتوجه اليهم كأخوة وكأخوات ولكن النظام العالمي الجديد لاينظر للإنسان من ذات المنطلق وإنما يفصل ويفرق بين البشر بصورة لاتتواكب مع ماحققته الانسانية من تقدم مادي ومعنوي.
ولأن المشاركين في الحوار يأتون من بلدان وقارات مختلفة فقد قدموا حقائق كانت خافية علي العديد منا. مثلا لم نكن نعرف أن30% من صغار مزارعي البرازيل أجبروا علي ترك زراعاتهم التقليدية وحيازاتهم نتيجة لتحويلها إلي مزارع استثمارية أمريكية كبيرة لفول الصويا. وقدمت هذه الحقيقة كنموذج لما يحدث في مجال الزراعة. كما أننا كنا نجهل أن في عام2004 انتحر16000 مزارع صغير في بلدان كثيرة بعد أن فقدوا زراعاتهم ولم يعودوا يستطيعون توفير العيش لأسرهم. في ذات الوقت الذي يملك فيه38 مليون مواطن عالمي نسبة64% من أصول الانتاج العالية التقنية وأن10% من سكان المعمورة هم الصفوة المالية التي تستمع بالطيبات العالمية. كما أننا لم نكن نعرف أن حركة هجرة العمالة لاتنحصر في الهجرة من الجنوب للشمال وإنما لاتوجد حركة أخري تجري بنشاط بين البلدان الجنوب وبعضها وبعض, وقدمت الامثلة في حالة دولة جنوب افريقيا التي تعاني ارتفاع معدلات البطالة وفي ذات الوقت يهاجر اليها المتعطلون من البلدان الافريقية الاكثر فقرا والمجاورة لها. ثم تأتي الهند في علاقاتها بالمتعطلين في بلدان جوارها الاكثر فقرا. فيزداد الصراع بين فقراء البلد المستقبل وبين الفقراء المهاجرين علي انتزاع البعض من الفتات الذي تتركه لهم العولمة. فحالة الإرتباك الاقتصادية والاجتماعية تحيط بالانسان أينما وجد, في بلدان الشمال كما في بلدان الجنوب ولكن بنسب متفاوتة. كما أن الطبقة الوسطي التي امتلكت قديما حرية الفكر والابداع بجانب المال فأقدمت علي صياغة قيم التطور والإصلاح العام وقيادته, وبدأت تعاني هي الاخري من الارتباك والتهميش بحيث بدأ دورها العام القديم في التأثير المجتمعي علي التراجع. فالملاحظة الاساسية التي تبدو كملاحظة عالمية هي أنه كما حدث التقدم الاقتصادي وتحقق النمو علي المستوي العالمي, ازداد القلق واحساس اللا أمن الفردي والجماعي والوطني علي مستوييه الاقتصادي والاجتماعي.
أشرف على
admin
عدد المساهمات : 27639 نقاط : 60776 تاريخ التسجيل : 04/09/2009 الموقع : http://elawa2l.com/vb