منتدى شنواى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةمجلة شنواىأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الأدب الإسلامي وحاجته في الأدب العربي المعاصر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد حمدان
عضو فضى
عضو فضى
أحمد حمدان


عدد المساهمات : 189
نقاط : 567
تاريخ التسجيل : 20/11/2009

الأدب الإسلامي وحاجته في الأدب العربي المعاصر Empty
مُساهمةموضوع: الأدب الإسلامي وحاجته في الأدب العربي المعاصر   الأدب الإسلامي وحاجته في الأدب العربي المعاصر Emptyالأربعاء 23 ديسمبر 2009 - 16:32

حاجتنا إلى مذهب أدبي :
في العالم الذي نحيَىٰ فيه اليوم ، تياران اجتماعيان كبيران يسعى كل منهما جاهدًا لبسط نفوذه على المعمورة ومقاومة نفوذ التيار الآخر. هذان التياران هما: تيار الاشتراكية الذي كان يرفع لواءه الاتحاد السوفياتي – الذي تلاشى منذ سنوات – والصين الشعبية وتيار "الرأسمالية" الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا الغربية .
ثم يأتي بعد هذين التيارين الاجتماعيين الكبيرين طائفة من الاتجاهات الفكرية والفلسفية والأدبية ظهرت في أوروبا الغربية وأمريكا أكثر من ظهورها في الاتحاد السوفييتي لما يتمتع به الفرد هناك من حرّيات حرم إيّاها مواطنو الاتحاد السوفييتي .
وأبرز هذه الاتجاهات الفكرية هي :
- الوجودية – والواقعية – والفنية – والرمزية.
ولقد عمدت هذه الاتجاهات الاجتماعية والفكرية إلى الأدب، فاتخذت منه سلاحًا تناضل به عن نفسها، ومنبرًا تعلن من فوقه مبادءها وأهدافها، ومثالاً تصوغ على غراره أبناءها ومؤيديها، حتى قال "ستالين"عن الأدباء": إنهم مهندسو البشرية
ولم يكن هؤلاء وهؤلاء على خطأ فيما ذهبوا إليه من اعتمادهم على الأدب في نشر مبادئهم والترويج لمذاهبهم؛ فللكلمة سحرُها الذي لا يقاوم، وللأدب قدرته التي لا تدفع على غزو النفوس، والتأثير في العقول، وصياغة الوجدانات، وتوجيه السلوك .
ألم يعتمد الإسلام من قبل على الكلمة في إيصال دعوته إلى القلوب وغرسها في الأفئدة؟
ألم تكن معجزة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وسلم) بيانية؟
ألم يسلم عدد كبير من أشداء العرب بفعل القرآن وقدرته الفذة على استلانة القلوب القاسية؟
ألم يصف الله الكلمة الطيبة في محكم كتابه : "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثـَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِيْنٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا، وَيَضْرِبُ اللهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُوْنَ.
وقد كان من ثمرة التيارات الاجتماعية والمذاهب الفكرية ظهورُ طائفة من المذاهب الأدبية ذوات الأصول المؤصلة والقواعد المقررة .
ونحن لو أمعنّا النظر في هذه التيارات الاجتماعية والمذاهب الفكرية لوجدناها جميعًا قد انبثقف عن نظرة أصحابها إلى الإنسان والحياة؛ فدعاة "الرأسمالية" وأغلب زعماء الاتجاهات الفكرية القائمة في أوربا الغربية وأمريكا يدينون بفردية الإنسان وحريته التي تمتد إلى حدّ الحيف على الآخرين، ويطلقون له العنان إطلاقًا لا تحرّج فيه ولا تأثم، ويتيحون له أن يتصرف في أمواله تصرفًا ربما أدى إلى استغلال الآخرين وإعناتهم، ويفتحون له الأبواب ليلج منها إلى الثراء الفاحش الذي يفسد العلاقة بين الناس، ويشيع فيهم العداوة والبغضاء .
ويرون أن ذلك حق من حقوق الإنسان، وتعبير عن ذاته، وتأكيد لوجوده .
والاشتراكيون على النقيض من ذلك ؛ فهم يدينون بجماعة الفرد، وأنه ذرة صغيرة في كون كبير، ويرون أن من حق الجماعة الممثلة في الحزب والدولة أن تفرض سلطانها على الأفراد إلى حد يمكنها من أن تحدد لكل منهم عمله ورزقه، وتفرض عليه أفكاره وطريقة نظرته إلى الحياة .
ولسنا الآن في صدد مناقشة هذه النظريات إلى الإنسان والحياة فهي جميعًا – في نظرنا معشر الإسلاميين – خاطئة ومخالفة لسنن الحياة وفطرة الإنسان .
ولكننا نريد أن نتساءل عن الملايين الذين ينتشرون على أوسع رقعة من المعمورة تمتد من المحيط الأطلسي غربًا إلى الهند شرقًا ويدينون بالإسلام، ويؤمنون بنظرته الربانية إلى الإنسان والكون والحياة ما شأنهم في هذا المضمار؟ وما المذهب الأدبي الذي ينتمون إليه؟
أليس من حقهم أن يكون لهم مذهب أدبي متميز القسمات، واضح الغايات؛ ليعبر عن نظرتهم إلى الإنسان والكون، ويوضح عقيدتهم في خالقهما، ويحدد موقفهم من الدنيا والآخرة، وليتخذوا منه وسيلة لنشر دعوتهم في الآفاق، وليقدموا من خلاله للإنسانية بعامّة ولأجيالهم المؤمنة بخاصة أدبًا نافعًا ممتعًا، فتشتعل نفوسهم بما فيه من حرارة الإيمان، وتغذي عقولهم بما حفل به من فكر نيّر، وتوجيه خيّر، وينصرفون بروعته وجماله ونقائه وسامي توجيهه عن ذلك الأدب الذي تقذف به المطابع في كل صباح .
إننا معشرَ المسلمين بحاجة اليوم – أكثر من أي يوم مضى – إلى منهج لأدبنا الإسلامي المنشود؛ ذلك لأننا نتعرض في هذا العصر لغزو فكري ووجداني وحضاري ما عرفنا له نظيرًا من قبل .
والأدب الأصيل الهادف من أمضى أسلحتنا لمقاومة هذا الغزو، والوقوف في وجه تياره الجارف.
إن الحركات الإسلامية المعاصرة قد أسدت للإسلام والمسلمين يدًا مذكورًا مشكورة؛ فهي إذا كانت لم تحقق لنفسها كسبًا سياسيًا في مجال الحكم، فقد استطاعت أن تحقق للمسلمين كسبًا فكريًا في مجال توضيح أصول الإسلام وتحديد مواقفه من كثير من القضايا المعاصرة، والكشف عن قدرته على استيعاب الحياة المتطورة المتجددة، والتصدّي لخصومه المنتشرين في كل مكان .
لكنّ هذه الحركات نسيت أو تناست أن الدعوة إلى الله لا تقتصر على البحوث العلمية، والدراسات المنهجية، والحجج المنطقية وحدها، وإنما هي بحاجة أيضًا، لأن تقدم مبادئها للناس في حلل من الأدب الرفيع الذي تلذّه النفوس، وتشتاق إليه القلوب، وتقبل عليه إقبال الظماء على الماء البرود في اليوم القائظ .
وهو أمر فطن إليه أسلافنا الكرام وسلاحٌ أحسنوا استخدامه . يحدثنا التاريخ كيف استعمل المسلمون هذا السلاح في ساعات الشدة أحكم استعمال وأذكاه وأبعده تأثيرًا في النفوس .
ففي القادسية – مثلاً – جمع سعد بن أبي وقاص القراء وذوي الرأي وأصحاب النجدة والمروءة؛ ولكنه لم يقتصر عليهم وحدهم وإنما جمع معهم الشعراء والخطباء أيضًا. وكان في جملة الشعراء: الشماخ، والحطيئة وأوس بن معزاء ودفع بهم إلى ساحات القتال، وقال لهم قبل أن يرسلهم : "انطلقوا فقوموا في الناس بما يحق عليكم ويحق لهم عند مواطن البأس . إنكم شعراء العرب وخطباؤهم وذوو رأيهم ونجدتهم وسادتهم، فسيروا في الناس ، فذكروهم ، وحرضوهم على القتال . فساروا فيهم
وتتابع الخطباء والشعراء على كتائب المسلمين يلهبون المشاعر، ويثيرون الحفائظ، ويشدون العزائم.
وتوجّ سعد تلك الحملة الأدبية الرائعة بأن أمر أحد القراء بأن يقرأ في الناس سورة الجهاد
وكان المسلمون كلهم يتعلمونها فقرأها على الكتيبة التي تليه، فقرئت في كل كتيبة؛ فهشت قلوب الناس وعيونهم، وعرفوا السكينة مع قراءتها
وفي عهد النبوة المبارك استخدم النبي (صلى الله عليه وسلم) الأدب في الانتصار للإسلام وشرعته، والذّود عن المسلمين ونبيهم، والإشادة بالانتصارات، والتخفيف من وقع الهزيمة.
ولقد كان الفنان الأدبيان لدى أسلافنا هما الشعر والخطابة فاستخدموهما أحكم استخدام .
وإننا لعلنا يقين لو أنهم عرفوا هذه الفنون الجديدة المستحدثة لانتفعوا بها في بث دعوتهم على أوسع نطاق.


--------------------------------------------------------------------------------
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الأدب الإسلامي وحاجته في الأدب العربي المعاصر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تحميل كتاب الأدب والغرابة دراسات بنيوية في الأدب العربي
» تحميل كتاب اتجاهات الفكر الإسلامي المعاصر في مصر
» تحميل كتاب مفهوم الأدب الإسلامي عند الأديب محمد حسن بريغش
» الأدب العربي في المغرب والأندلس
» الموتمر العربي الأول حول الأدب في عصر المعلومات الرواية والقصة والشعر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى شنواى  :: القسم العام والإسلامى :: المكتبــة الإسلاميـــة-
انتقل الى: