منتدى شنواى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةمجلة شنواىأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الموت والخلود

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو نصار
عضو نشيط
avatar


عدد المساهمات : 42
نقاط : 126
تاريخ التسجيل : 15/12/2009

الموت والخلود Empty
مُساهمةموضوع: الموت والخلود   الموت والخلود Emptyالأربعاء 23 ديسمبر 2009 - 13:42

إن كنت أردت أن تعلم مقدار تأثير مصيبة النبي على أمير المؤمنين (عليه السلام) وعلى أهل بيته فاسمع ما قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في ذلك.

قال: فنزل بي من وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما لم أكن أظن الجبال لو حملته عنوة كانت تنهض به فرأيت الناس من أهل بيتي ما بين جازع لا يملك جزعه ولا يضبط نفسه ولا يقوى على حمل فادح ما نزل به قد أذهب الجزع صبره وأذهل عقله وحال بينه وبين الفهم والإفهام والقول والاستماع.

وساير الناس من غير بني عبد المطلب بين معزّ يأمر بالصبر وبين مساعد باكٍ لبكائهم جازع لجزعهم وحملت نفسي على الصبر عند وفاته بلزوم الصمت والاشتغال بما أمرني به من تجهيزه وتغسيله وتحنيطه وتكفينه والصلاة عليه ووضعه في حفرته وجمع كتاب الله وعهده إلى خلقه لا يشغلني عن ذلك بادر دمعة ولا هايج زفرة ولا لاذع حرقة ولا جزيل مصيبة حتى أديت في ذلك الحق الواجب لله عز وجل ولرسوله علي وبلغت منه الذي أمرني به واحتملته صابراً محتسباً.

وروى الكليني عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) بات آل محمد (عليهم السلام) بأطول ليلة حتى ظنوا أن لا سماء تظلهم ولا أرض تقلهم لأن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتر الأقربين والأبعدين في الله.

فبينا هم كذلك إذ أتاهم آت لا يرونه ويسمعون كلامه فقال: السلام عليكم يا أهل البيت ورحمة الله وبركاته إن في الله عزاء من كل مصيبة ونجاة من كل هلكة ودركاً لما فات، كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأُدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور، إن الله اختاركم وفضلكم وطهركم وجعلكم أهل بيت نبيه واستودعكم علمه وأورثكم كتابه.

وقال أبو عبد الله (عليه السلام): إن الله لما قبض نبيه دخل على فاطمة (عليها السلام) من الحزن ما لا يعلمه إلا الله عز وجل فارسل إليها ملكاً يسلّي غمها ويحدثها فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال لها: إذا أحسست بذلك وسمعت الصوت قولي لي، فأعلمته ذلك.

وجعل أمير المؤمنين (عليه السلام) يكتب كل ما سمع حتى أثبت من ذلك مصحفاً قال: أما إنه ليس فيه شيء من الحلال والحرام ولكن فيه علم ما يكون.

وفي رواية أخرى: إنه كان جبرئيل يأتيها فيحسن عزاءها على أبيها ويطيب نفسها.

وروي أنه اجتمعت نسوة بني هاشم وجعلن يذكرن النبي (صلى الله عليه وآله) فقالت فاطمة (عليها السلام): اتركن التعداد وعليكن بالدعاء.

وقال النبي (صلى الله عليه وآله): يا علي من أصيب بمصيبة بي فإنها من أعظم المصائب وأنشأ أمير المؤمنين:

هذا السبيل إلى أن لا ترى أحدا

المـــوت لا والداً يبقى ولا ولدا

لو خــلد الله خلـقـــاً قبــله خلدا

هــذا النبــــي ولـــم يخلد لأمته

من فاته اليوم سهم لم يفته غداً

للمــوت فينا سهام غير خاطئة


الفصل الرابع


فلما أراد أمير المؤمنين عليه السلام غسل رسول الله (صلى الله عليه وآله) استدعى الفضل بن عباس فأمره ان يناوله الماء لغسله (فغسله خ ل) بعد ان عصب عينيه ثم شق قميصه من قبل جيبه حتى بلغ به إلى سرته وتولى غسله وتحنيطه والفضل يعاطيه الماء ويعينه عليه والملائكة كانت أعوانه أيضاً فغسل في قميصه.

روى الشيخ في التهذيب عن الحرث بن يعلي بن مرة عن أبيه عن جده قال قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) فستر بثوب ورسول الله خلف الثوب وعلي عليه السلام عند طرف ثوبه قد وضع خديه على راحته والريح يضرب طرف الثوب على وجه علي عليه السلام.

قال والناس على الباب وفي المسجد ينتحبون ويبكون وإذا سمعنا صوتاً في البيت ان نبيكم طاهر مطهر فادفنوه ولا تغسلوه.

قال فرأيت علياً عليه السلام حين رفع رأسه فزعاً فقال اخسأ عدو الله فإنه أمرني بغسله وكفنه ودفنه وذاك سنة.

قال ثم نادى مناد آخر غير تلك النغمة يا علي بن أبي طالب استر عورة نبيك ولا تنزع القميص.

وفي نهج البلاغة من كلام له عليه السلام قاله وهو يلي غسل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتجهيزه بأبي أنت وأمي لقد انقطع بموتك ما لم ينقطع بموت غيرك من النبوة والأنبياء وأخبار السماء خصصت حتى صرت مسلياً عمن سواك وعممت حتى صار الناس فيك سواء.

ولولا انك أمرت بالصبر ونهيت عن الجزع لانفذ عليك ماء الشؤون ولكان الداء مما طلا والكمد مخالفاً وقلالك ولكنه مالا يملك رده ولا يستطاع دفعه بأبي أنت وأمي اذكرنا عند ربك واجعلنا من بالك.

وفي رواية الشيخ قال لما فرغ من غسله وكشف الأزار عن وجهه ثم اكب عليه فقبل وجهه ومد الأزار عليه.

وعن فقه الرضا ان علياً لما ان غسل رسول الله صلى الله عليهما وآلهما وسلم وفرغ من غسله نظر في عينيه فرأى فيهما شيئاً فانكب عليه فادخل لسانه فمسح ما كان فيهما فقال بأبي وأمي يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليك طبت حياً وطبت ميتاً قاله العالم.

وعن بصاير الدرجات عن أبي رافع قال ان الله ناجى علياً يوم غسل رسول الله (صلى الله عليه وآله).

قال الراوي فلما فرغ علي عليه السلام من غسل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتحنيطه كفنه في ثلاثة أثواب ثوبين أبيضين صحاريين وبرد أحمر حبرة (وصحار قرية باليمن نسب الثوب إليها).

وروى القطب الراوندي عن علي عليه السلام انه قال أمرني رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا توفي ان استسقي سبع قرب من بئر غرس فاغسله بها فإذا غسلته وفرغت من غسله اخرجت من في البيت قال فإذا اخرجتهم فضع فاك على في ثم سلني عما هو كائن إلى أن تقوم الساعة من أمر الفتن.

قال علي عليه السلام ففعلت ذلك فأنبأنبي بما يكون إلى أن تقوم الساعة وما من فئة تكون إلا وانا أعرف أهل ضلالها من أهل حقها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الموت والخلود
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الفصل الخامس من الموت والخلود
» هو الموت
» ::سكرات الموت :: ؟؟!
» العمل أو الموت
» ما أثارك بعد الموت ؟!

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى شنواى  :: القسم العام والإسلامى :: المكتبــة الإسلاميـــة-
انتقل الى: