منتدى شنواى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةمجلة شنواىأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 صفحة أبو حفص البصري

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هشام سعيد
عضو ذهبى
عضو ذهبى
هشام سعيد


ذكر
عدد المساهمات : 252
نقاط : 725
تاريخ التسجيل : 01/11/2009
العمر : 28
الموقع : saidsaleh2002@yahoo.com

صفحة أبو حفص البصري Empty
مُساهمةموضوع: صفحة أبو حفص البصري   صفحة أبو حفص البصري Emptyالثلاثاء 22 ديسمبر 2009 - 15:57

ء من منطقة القفقاز

m حمدلله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد :-

فإن منطقة القفقاز من البلاد الإسلامية التي تقع تحت الاحتلال الروسي ، وقد غفل المسلمون عن هذه المنطقة ، وقصّروا في دعمها ونصرتها ، سوى بعض المساعدات والمشاريع الخيرية من بعض الأفراد والمؤسسات الخيرية ، مما لا يسد ضرورات المنطقة وحاجاتها ، وفي مقدمة هذه الضرورات دعوة المسلمين إلى دينهم ، ونصرتهم في جهادهم لعدوهم الروسي ، وإخراجه من بلادهم ، وقد بدأنا هذه الرسالة بنبذة تاريخية مختصرة عن المنطقة ، ثم ذكرنا الطريق الذي ينصر به دين الله تعالى في هذه الأرض وغيرها من بلاد المسلمين المحتلة ، فالطريق هو الدعوة إلى كتاب الله تعالى الذي به الهدى والرشاد ، والجهاد الذي ينصر الكتاب ويحميه ، كما جمع الله تعالى بينهما في قوله ] لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأسٌ شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز [ " سورة الحديد : 25 " .

والطائفة المنصورة أهل السنة والجماعة – كما أنها تتميز بتمسكها بالكتاب والسنة – فهي كذلك تجاهد في سبيل الله بالنفس والمال وهو من صفاتها البارزة كما جاء هذا عن النبي r في بعض روايات حديث الطائفة المنصورة قال رسول الله r ( لن يبرح هذا الدين قائماً يقاتل عليه عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة )(1) وقال ( لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ، ظاهرين إلى يوم القيامة )(2) وقال ( من يرد الله به خيراً يفقه في الدين ، ولا تزال عصابة من المسلمين يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم إلى يوم القيامة )(3) وقال ( لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله ، ظاهرين لعدوهم ، لا يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك )(4) .

تاريخ منطقة القفقاز ( القفقاس )

بدأ دخول الإسلام منطقة القفقاز في السنة الثانية والعشرين من الهجرة في خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب t قال ابن كثير – رحمه الله – " لما افتتح نعيم بن مقرن همذان ثم الري ، وكان قد بعث بين يديه بكير بن عبد الله من همذان إلى أذربيجان ، وأردفه بسماك بن خرشة ، فلقي أسفندياذ بن الفرخزاذ بكيراً وأصحابه ، قبل أن يقدم سماك ، فاقتتلوا فهزم الله المشركين ، وأسر بكير أسفندياذ ، فقال له أسفندياذ : الصلح حب إليك أم الحرب ؟ فقال الصلح قال : فأمسكني عندك . فأمسكه ، ثم جعل يفتح بلداً بلداً وعتبة بن فرقد – أيضاً – يفتح معه بلداً بلداً في مقابلته من الجانب الآخر . ثم جاء كتاب عمر بأن يتقدم بكير إلى ( الباب )(5) ، وجعل سماك موضعه نائباً لعتبة بن فرقد ، وجمع عمر أذربيجان كلها لعتبة بن فرقد ، وسلّم إليه بكير أسفندياذ ، وسار – كما أمره عمر – إلى الباب .قالوا : وقد كان اعترض بهرام بن فرخزاد لعتبة بن فرقد فهزمه عتبه وهرب بهرام فلما بلغ ذلك أسفندياذ وهو في الأسر عند بكير قال : الآن تم الصلح وطفئت الحرب . فصالحه فأجاب إلى ذلك كلهم . وعادت أذربيجان سلماً ، وكتب بذلك عتبة وبكير إلى عمر ، وبعثوا بالأخماس إليه . وكتب عتبة حين انتهت إمرة أذربيجان لأهلها كتاب أمان وصلح .

قال ابن جرير : وزعم سيف أنه كان في هذه السنة كتب عمر بن الخطاب كتاباً بالإمرة على هذه الغزوة لسراقة بن عمرو – الملقب بذي النور – وجعل على مقدمته عبد الرحمن بن ربيعة ويقال له – ذو النور أيضاً – وجعل على إحدى المجنبتين حذيفة بن أسيد ، وعلى الأخرى بكير بن عبد الله الليثي – وكان قد تقدمهم إلى الباب – وعلى المقاسم سلمان بن ربيعة . فساروا كما أمرهم عمر وعلى تعبئته ، فلمّا انتهى مقدّم العساكر – وهو عبد الرحمن بن ربيعة – إلى الملك الذي هناك عند الباب وهو شهر براز ملك أرمينية …. فكتب شهر براز لعبد الرحمن واستأمنه فأمنّه عبد الرحمن بن ربيعة ، فقدم عليه الملك ، فأنهى إليه أن صغوه(6) وأنه مناصح للمسلمين فقال له : إن فوقي رجلاً فاذهب إليه .

فبعثه إلى سراقة بن عمرو أمير الجيش ، فسأل من سراقة الأمان ، فكتب إلى عمر فأجاز ما أعطاه من الأمان واستحسنه ، فكتب له سراقة كتاباً بذلك . ثم بعث سراقة بكيراً . وحبيب بن مسلمة ، وحذيفة بن أسيد ، وسلمان بن ربيعة ، إلى أهل تلك الجبال المحيطة بأرمينية جبال اللان وتفليس وموتان ، فافتتح بكير موقان ، وكتب لهم كتاب أمان ، ومات في غضو ذلك أمير المسلمين هنالك ، وهو سراقة بن عمرو ، واستخلف بعده عبد الرحمن ابن ربيعة )(7) .

وقال الشيخ محمود شاكر : ( بلاد القفقاس هي البلاد الواقعة بين بحر الخزر في الشرق والبحر الأسود في الغرب بين نهر ( ترك ) ونهر ( قوبان ) في الشمال ، ونهري ( كورا ) و ( ريفون ) في الجنوب ، وتشكل جبال القوقاز العمود الفقري وتتجه من الجنوب الشرقي عند مدينة ( باكو ) أو شبه جزيرة ( أبشيرون ) إلى الشمال الغربي عند مضيق ( كرش ) بين بحري الأسود وآزوف ، وتمتد هذه الجبال على طول 1200كم .. تبلغ مساحة المنطقة ما يقرب من نصف مليون كيلو متر مربع ، وإن كانت صحراء القفقاس الشمالية تشغل أكثر من ثلث هذه المساحة وهي مرتبطة سياسياً الآن بالأجزاء الشمالية من المنطقة والتي لا تعد من بلاد القفقاس ، أما التقسيمات الإدارية فيها فلا تزيد مساحتها على 324.200 كيلو متر مربع .

وتشكل الأجزاء الواقعة إلى شمال خط ذرا جبال القوقاز ما يقرب من ثلث هذه المساحة ( 111.800كم2 ) الأجزاء الشمالية يدين معظم أهلها بالإسلام ، أما الأجزاء الجنوبية فالأقسام الشرقية منها ( أذربيجان ) والأقسام ( آجاريا وأبخازيا ) مسلمة ، أما الجهات الوسطى فأكثرية سكانها من النصارى ( الكرج و الأرمن ) . يعد الإسلام في الأجزاء الشمالية منها حديث العهد إذ انتشر أيام العثمانيين باستثناء المناطق الشرقية ( داغستان ) التي عمها الإسلام منذ أيام الراشدين . وأما الأجزاء الجنوبية فالمناطق الشرقية منها ( أذربيجان ) انتشر فيها الإسلام منذ أيام الراشدين ، وكذا حالة المسلمين الذين يعيشون بين النصارى في المناطق الوسطى على حين أن الجهات الغربية تعد تابعة للأجزاء الشمالية انتشر فيها الإسلام أيام العثمانيين )(8) .

إن طبيعة البلاد الجبلية قد جعلتها موطناً لكثير من الشعوب المختلفة ، إذ أقام بعضها بقصد الغلبة على المنطقة وما حولها ، واستقر فيها جماعات رغبة في التجارة لأنها إحدى الطرق الرئيسية بين الشمال والجنوب ، وممراتها محدودة تضطر القوافل إلى أن تسلكها ، والتجأت إليها أقوام فراراً من جيرانها وتحصنت في مواقعها المنيعة ، وكثيراً ما كانت شعوبها تمتنع عن غيرها من الدول القوية التي تقوم بالقرب منها ، أما في أرضها فلم تنشأ حكومات كبيرة ، لطبيعة أرضها المجزأة ، وشعوبها المفرقة . وهذا ما أطمع فيها ، فقد غزاها الآشوريون والكلدانيون ، والمصريون القدماء ، وخضعت لبيزنطة فانتشرت النصرانية في جنوبها .

وأكثر مناطقها تعرض للغزو ما كان في الجنوب ، لأن أكثر المناطق المعمورة يومذاك كانت في الجنوب والجنوب الغربي ، وفيها قامت الدول القوية والإمبراطوريات ، فقد امتلكت الصين أقسامها الجنوبية ، وهي نفسها كانت موضع النزاع بين الفرس والرومان . ولما كانت مناطقها منعزلة بعضها عن بعض بسبب الجبال المنفصلة بعضها عن بعض بالأودية لذا فقد كثرت شعوبها وتعددت قبائلها إذ استقلت كل جماعة في بقعة جبلية ، وانعزلت عن غيرها ، ولهذا فقد احتفظت فقد احتفظت كل مجموعة بلغتها وعاداتها وبقيت محافظة عليها ولا تزال إلى الآن . وتعود هذه الجماعات إلى أصول مختلفة ، وترجع اللغات إلى أرومات متباينة .

أضحت الأجزاء الجنوبية والشرقية جزاءاً من ديار الإسلام منذ عهد الفتوحات الأولى ، إذ فتح سراقة بن عمرو أذربيجان ، واتجه نحو الشمال ، وكان على مقدمة جيشه عبد الرحمن بن ربيعة الذي سار نحو ( باب الأبواب ) أما على ميسرته فقد كان حبيب بن مسلمة ، فدخل بلاد الكرج وأرمينيا حوالي عام 22هـ ، في أواخر أيام الخليفة عمر بن الخطاب t ، وأول أيام الخليفة عثمان بن عفان t ، وإذا كانت الأجزاء الشرقية قد تمكن فيها الإسلام ودخلته قبائل منها ، مثل لقوموق ، وداغستان فإن المناطق الجنوبية قد كان انتشاره فيها بطيئاً ، لتمكن النصرانية ، وطبيعة البلاد الجبلية فقد اعتصم عدد من السكان في مواقع منيعة ، ولأن الروم كان يحرضونهم باستمرار ضد المسلمين ، ويدعونهم إلى المقاومة ، ويمدونهم بكل متطلباتهم من سلاح وغذاء ومقاتلين أحياناً ، وفي نفسه يجب ألا ننسى ما كانت تعاني الدولة الإسلامية يوم ذاك من خلافات وفتن أقضّت مضاجع أبنائها ، وحدّت من انتشار عقيدتها ، فكان سكان جنوب بلاد القفقاس ( الكرج والأرمن ) كلما استعرت نار الخلافات بالدولة الإسلامية خلعوا الطاعة ، وأعلنوا العصيان ، وأظهروا التبعية للروم ، وكلما هدأت حدة الخلافات واتجه المسلمون نحو الفتح ، وبدت قوتهم خنع سكان جنوب القفقاس وأبدوا الطاعة ، وطلبوا العفو .

مع الأسف كثيراً ما عاد هذا العفو على المسلمين بالضرر والوبال ! تغلب عليهم الرحمة ويصدقون خصمهم ويعطون الأمان ، ثم يتكرر العصيان وطلب العفو وهذا كله جعل انتشار الإسلام في المناطق الجنوبية قليلاً . أما الأجزاء الشمالية فقد بقيت بعيدة عن أيدي الفاتحين مدة طويلة من الزمن لتوقف الفتوحات وضعف الدولة الإسلامية وانقسامها ، ولذا بقي السكان على وثنيتهم .

حكم بنو ساج الأجزاء الشرقية منذ عام 277 هـ بعد أن انقسمت الدولة الإسلامية وذهب ريحها . ثم تقدم البيزنطيون عام 329هـ وبعدها أعلن الكرج الانفصال ودخلوا مدينة "تفليس" عام 417هـ ، وهم من أتباع الديانة النصرانية ، واستمر ذلك حتى جاء السلاجقة عام 475هـ وفتحوا المنطقة ، ودخل ألب أرسلان بلاد الكرج عام 465هـ .

جاء جنكيز خان قائد المغول فسيطر على المنطقة كلها ، وعندما قسم دولته كانت بلاد القفقاس من نصيب ولده الكبير جوجي ، وكانوا على الوثنية فلم يتبدل شئ ، فلما أسلم مغول الشمال دخلوا في صراع مع أبناء عمومتهم مغول الدولة الإلخانية الوثنية فلم يكن هناك مجال لانتشار الإسلام ، وخاصة أن مغول الشمال لا يزالون في بداية إسلامهم ، ولا يملكون الحماسة اللازمة للدعوة كما أنه ليس لديهم الفقه الكافي للعمل ، ثم لم يلبث أمرهم أن ضعف ، وتجزأت دولتهم ، حتى احتل تيمور لنك المنطقة ، وهو وإن كان ينتمي إلى الإسلام فإنه لا يعرف منه سوى التبعية ، وكان طاغيةً جباراً لا يروي ظمأه سوى رؤية الجثث المبعثرة في العراء أو أكوام الجماجم الملقاة أمام فسطاطه ، ولا يمكن لمثل هذا أن يكون فيه أي خير لدينه ، بل يعد منفّراً ، ويكفي سلوكه وسلوك قادته أن يكون وسيلة كره للإسلام وأهله ، ويبعد أكثر مما يقرّب ، وتجعل الوثنيين في منأى عن الإسلام .

وعاد الضعف إلى دولة مغول الشمال وزاد انقسامها وتفرقها ، وقام الروس يحاربونها حتى إذا سيطروا على بلاد التتار الشرقية وجهوا جهودهم نحو القرم فأحس عندها العثمانيون بخطورة الموقف فنزلوا إلى بلاد القرم وعدوها جزءاً من دولتهم ، ثم بدؤوا العمل في بلاد القفقاز ، فاحتلوا بلاد الكرج عام 985هـ وبلاد شروان ومنها انتقلوا إلى بلاد داغستان فاحتلوها عام 991هـ واستمر توسعهم حتى عام 1094هـ حتى شمل بلاد القفقاس كلها وإن كان هذا التوسع بين مد وجزر بين العثمانيين والصفويين ، ومع نزول العثمانيين في تلك الجهات بدأ الإسلام ينتشر بين السكان ، وكان لهذا أثره الواسع لصالح العثمانيين إذ وقف السكان المسلمون بجانبهم ضد الصفويين الشيعة وضد الروس النصارى . وفي الوقت نفسه فقد استفاد الروس من الصراع بين العثمانيين والصفويين فتدخلوا بين السكان وساعدهم على ذلك الكرج الذين كانوا على ديانتهم .

ابتدأ نفوذ الروس يدخل إلى المنطقة منذ التوجه إلى القرم والانتهاء من بلاد التتار الشرقية ، ومراسلة الشاه الصفوي طهماسب للقيصر الروسي إيفان الرهيب ومحاولة التفاهم معه حيث شعر القيصر بأهمية بلاد القفقاس له ، إذ بعد دخول استرجان عام 961هـ تقدم الروس في الصحراء شمال القفقاس ( دشت القفجاق ) ، وأصبحوا على حدود بلاد القوموق ، والشاشان ، والبلكار ، الأديغة .

وعندما ضعف أمر الصفويين ، وكان العثمانيون قد ضعفوا أيضاً وكلاهما يدخل في صراع مع الآخر عندها تقدم بطرس الأكبر قيصر روسيا ، واحتل بلاد داغستان وسواحل الخزر الغربية ، وإنقاذاً لجزء من هذه البلاد تقدم العثمانيون ودخلوا أرمينيا ، وبلاد الكرج ، غير أن حاكم منطقة "رشت" الصفوي استنجد بالقيصر الروسي بطرس الأكبر ضد العثمانيين فأسرع لنجدته وتنازل الشاه الصفوي طهماسب الثاني للروس عن داغستان ، وشروان بل وعن "جيلان" و "مازندران" .. استقلت بلاد "قبرطاي" عام 1152هـ إثر معاهدة بلغراد بين العثمانيين والصليبيين ، وبهذا الاستقلال عن العثمانيين بدأ الوهن يتسرب إلى النفوس والضعف يدخل المنطقة وبعد مدة سيطر الروس على الأطراف الشمالية لبلاد القفقاس .

ثم إن القيصر الروسي الجديد بول الذي خلف القيصرة كاترين الثانية رأى أن يخرج من بلاد الكرج إذ لا فائدة من مساعدتهم ثم عدل عن رأية ، وهاجم المنطقة وضمها إليه ، وهذا ما أجبر القائد الداغستاني عمر خان على مهاجمة الروس في بلاد الكرج ودعمه العثمانيون ، كما ساعده الشاشان ولكنه فشل في هذا الهجوم ، فابتلع الروس بلاد الكرج عام 1215هـ وعدوها جزءاً من أرضهم . ولم يلبثوا أن تقدموا في بلاد شروان وأذربيجان عام 1228هـ ، وكانوا إثر كل انتصار يحققونه على العثمانيين أو على الفرس يضمون جزءاً من بلاد القفقاس فهم في توسع دائم وزيادة مستمرة في قوتهم ، والمسلمون في تأخر وضعف .

وجد المسلمون بلاد القفقاس أنفسهم وحيدين في هذا الميدان لأن العثمانيين والفرس يتراجعون باستمرار ، ولهذا فإنه يجب الاعتماد على الله وإعداد النفس ، ومن هذا المنطلق بدءوا يهيئون أوضاعهم الداخلية حتى إذا تم ما أرادوا ألّفوا حكومة عام 1241هـ في بلاد الداغستان على رأسها العلماء ، وبرز بينهم الشيخ شامل الذي أرسل العلماء إلى المناطق الأخرى لاستنهاض الهمم ، وبدأ القتال عام 1256هـ بين الشيخ شامل وبين الروس .

بدأ الشيخ شامل خطته بالهجوم على الروس واستمر عشر سنوات في هجومه مستفيداً من انشغال الروس بحرب القرم ، فاضطروا أن ينسحبوا من عدة مناطق ، فلما انتهت حرب القرم عام 1275هـ حشدت روسيا جيشاً لا قبل له به إذ يزيد على ثلاثمائة ألف مقاتل ، وبدأت الهجوم على بلاد الشراكسة واكتسحت البلاد جزءاً بعد آخر وبدأت بأبشع الأعمال الوحشية لتخيف السكان فيتركوا ديارهم ، ويصل الرعب إلى المناطق الأخرى فيدب الذعر وتضعف المعنويات وبدأت أفواج الشركس ، والشاشان ، والداغستان تغادر ديارها نتيجة الوحشية الروسية وتتجه نحو البلاد العثمانية فنقلتهم الدولة إلى أوروبا إلى خط النار ليؤدوا دورهم لما عرف عنهم من شجاعة وتضحية ، غير أن الدول الأوربية النصرانية قد أدركت دور هؤلاء القفقاسيين فألزمت الدولة العثمانية في مؤتمر برلين عام 1295هـ على نقلهم ثانية من جهات القتال ، فأخذتهم الدولة من ميدان المعارك ووزعتهم على هامش الصحاري والبوادي ليردوا غارات البدو عن المدن والحضر في بلاد الشام والعراق . وأُسر الشيخ شامل عام 1281هـ وتفرقت الجيوش القفقاسية ، ودخلت روسيا المنطقة وابتلعتها وبدأت تمارس أنواع الاضطهاد لكل الجماعات التي نالت على أيديها من الهزائم ما نالت ، لذا تكررت هجرات السكان إثر هذه السياسية الروسية الحاقدة .

وصل الروس بعد السيطرة على هذه المناطق إلى جهات جبلية تصعب فيها العمليات العسكرية ، ويصعب فيها التقدم ، وخاصة أن سكانها من المسلمين الذين يمكنهم أن يدافعوا عن بلادهم بشكل عنيف ، إضافة إلى اقتراب الروس من قلب العالم الإسلامي ، وهذا لا يهمهم الآن ، أو لا يريدون الدخول مع أهله في حرب صليبية طويلة الأمد ربما تكون في غير صالحهم أو –على الأقل- لا يدرون نتائجها ، وإنما يريدون قبل هذا تقوية دولتهم في التوسع ، واحتلال المراكز الحساسة وإيجاد المواقع التي يمكنهم الدفاع عنها ، لذا كان عليهم أن يتوجهوا إلى ناحيتين اثنتين :-

أولاهما : نحو تركستان والشرق .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
صفحة أبو حفص البصري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» بحث عن التلوث البصري
» الحسن البصري
» رسالة الحسن البصري
» شرح مميز لرسالة الحسن البصري للصف الأول الثانوى
» رسالة الحسن البصري الصف الاول الثانوى شرح فيديو فلاش رائع

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى شنواى  :: القسم العام والإسلامى :: الحوار الدينى العام-
انتقل الى: