الفيلم المسىء للإسلام

كتبت / فاطمة ناعوت
جريدة الوطن
هل شاهدتم الفيلم المسىء للإسلام؟
شاهده العالمُ أجمع، واستاء منه العالَمون، إلا النكرات من أعداء الحق والخير والجمال. استنكره المسيحيون والبوذيون والهندوس والطاويون والزرادشتيون واللادينيون والملحدون، تماماً مثلما غضب منه المسلمون الحقيقيون. ورحّب به الإرهابيون تجارُ الدين سارقو الفرح من العيون.على أن الفيلم الجديد الذى يُعرضُ الآن على أرض المحروسة تسبب فى خروج المسلمين من الإسلام زرافاتٍ ووحداناً، السبب: لأن الَمشاهدَ واقعيةٌ، والممثلين حقيقيون، وتكلفة الفيلم محترمة والمنتجين من الحيتان المترهلة والغيلان السمينة، والثيران المتضخمة ثرواتهم.الرصاصُ الذى ينطلق فى وجوه الأبرياء: رصاصٌ حقيقىٌّ وليس «فشنك» صوت كما فى الأفلام العادية. دماءُ الضحايا: حقيقية من صنع الله، وليست صبغةً حمراءَ فى كيس نايلون يُخرم بدبوس. دموعُ الأمهات الثكالى والزوجات الأرامل والأطفال اليتامى: حقيقيةٌ حارقةٌ تصهرُ الأكباد وتصدّع الأفئدة، وليست قطراتٍ ساذجةً من الجلسرين تلمعُ فوق الوجوه، دموعٌ كاويةٌ نازفةٌ داميةٌ، كالتى شاهدناها تطفرُ من عينى والدة الضابط الشريف «محمد مبروك»، الذى اخترقت جسدَه أربع عشرة رصاصةً حيّة. الكنائسُ والمساجدُ والمنشآتُ والمؤسساتُ التى تُهدَم وتُفجّرُ فى كل مشهد: ليست ديكوراً قشرياً وماكيتات زائفة كما فى هوليوود ومدن الإنتاج السينمائى، إنما هى مبانٍ حقيقية تُهدَّم على رؤوس مَن فيها. والجثامينُ التى تُنتَزعُ من تحت الأطلال، والأشلاءُ التى تتطاير أمام العدسات: حقيقيةٌ من لحم ودم وأحلام موءودة وغدٍ لن يأتى، وليست دُمى قش وعرائسَ من البلاستيك!مدة الفيلم: أطول فيلم فى التاريخ، ليس ساعتين أو ثلاثاً، بل استغرق وقت العرض خمسةً وثمانين عاماً. لوكيشن المناظر: أرضُ مصرَ، وإحدى وسبعون دولة أخرى. المؤلف: إبليس. الإخراج: مشترك؛ البنّا، الهضيبى الأب، التلمسانى، أبوالنصر، مشهور، الهضيبى الابن، عاكف، بديع. مساعدو المخرجين: مرسى، العريان، الشاطر، البلتاجى، علاء صادق، أم أيمن، الظواهرى، وجدى غنيم، أبوإسلام، القاعدة، طالبان، وآخرون. الإنتاج: ضخم، مجهول المصدر. لوجو شركة الإنتاج: سيفان متقاطعان مثل مقصّ سفاح يحيط بكتاب القرآن الكريم يحاول أن يشطره نصفين. الممثلون: مجموعة من العواطلية والمرتزقة. الكومبارس: مجاميع من الخاملين المقاطيع لهم تسعيرة معروفة يُؤمرون فيطيعون. مهندس الإضاءة: لا يوجد، الفيلم تم تصويره فى الإظلام التام بمخابئ سرية تحت الأرض. مهندس الصوت: لا يوجد، الأصواتُ طبيعيةٌ يؤديها الضحايا بأنّات نبيلة خافتة قبل صمت الاحتضار، وصرخاتُ ذويهم تظلّ تدوّى فى فضاء الكون إلى الأبد. مدير التصوير: كلُّ كاميرات الدنيا وشاشات الفضائيات وعيون البشر. فكرة الفيلم: استخدام اسم الله من أجل سرقة الأوطان. مضمون الفيلم: تقديم صورة شائهة للخالق، وزرع الفتن والضغائن بين البشر، وتكريس قيم الفساد والانتهازية والدموية والطمع والكذب. تقييم النقاد والجمهور: ردىء جداً فنياً، مُسِفٌّ وهابطٌ أخلاقياً، وإن كان الإنتاجُ هائلاً، والتكلفةُ باهظةً.وكعادة الأفلام المتواضعة فنياً تتعقد الدراما، وتتأزم العقدةُ، وتتكدّسُ الأحداثُ قرب انتهاء الفيلم؛ فيزداد القتل والترويع والبشاعة مع تكاثف خيوط الحبكة الدرامية لتشكّل غيمةً سوداء يأتى بعدها الفرج بإذن الله حين ينتهى الفيلم الركيك. وبالفعل، أوشك الفيلمُ على كتابة كلمة «النهاية» قريباً، لينزل التترُ بأسماء الممثلين والكومبارس وهم واقفون خلف القضبان. أما لوكيشن مشهد النهاية، فسوف يكون هو ذاته كما فى بداية الفيلم، قبل ٨٥ عاماً، على أرض «أم الصابرين» مصر.

التميز والابداع لكم للموضوع المفيد

مميزة دائماً