فن قراءة الصورة في الكتب المدرسية بين النظرية والتطبيق

فن قراءة الصورة في الكتب المدرسية بين النظرية والتطبيق

اعتاد‮ ‬مؤلفو‮ ‬كتب‮ ‬اللغة‮ ‬العربية‮ ‬المقررة‮ ‬على‮ ‬إرفاق‮ ‬بعض‮ ‬الصور‮ ‬والرسومات‮ ‬للنصوص‮ ‬المختارة،‮ ‬وهم‮ ‬يحرصون‮ ‬كل‮ ‬الحرص‮ ‬على‮ ‬أن‮ ‬تخدم‮ ‬هذه‮ ‬الصور‮ ‬الخطاب‮ ‬الذي‮ ‬يريدون‮ ‬نقله‮ ‬إلى‮ ‬الطالب‮ ‬من‮ ‬خلال‮ ‬هذه‮ ‬النصوص‮. ‬ولذلك،‮ ‬توكل‮ ‬مهمة‮ ‬اختيار‮ ‬هذه‮ ‬الصور‮ ‬أو‮ ‬تصميمها‮ ‬إلى‮ ‬فنانين‮ ‬مبدعين‮ ‬يدرسون‮ ‬النصوص‮ ‬دراسة‮ ‬عميقة،‮ ‬وربما‮ ‬يناقشون‮ ‬المؤلفين‮ ‬في‮ ‬مضمونها‮ ‬وفي‮ ‬الخطاب‮ ‬الذي‮ ‬تحمله،‮ ‬قبل‮ ‬أن‮ ‬يقوموا‮ ‬بتصميم‮ (‬كروكي‮) ‬لهذه‮ ‬الصور‮ ‬والرسومات‮. ‬ثم‮ ‬تتم‮ ‬التعديلات‮ ‬الضرورية‮ ‬بموافقة‮ ‬كل‮ ‬من‮ ‬الفنان‮ ‬والمؤلفين‮ ‬ومركز‮ ‬المناهج‮ ‬ووزارة‮ ‬التربية‮ ‬والتعليم،‮ ‬إلى‮ ‬أن‮ ‬تصل‮ ‬إلى‮ ‬شكلها‮ ‬النهائي‮. ‬وحتى‮ ‬تكون‮ ‬الصور‮ ‬خادمةً‮ ‬للمعنى‮ -‬كما‮ ‬يقولون‮- ‬لا‮ ‬بد‮ ‬من‮ ‬التفكير‮ ‬جيداً‮ ‬فيما‮ ‬يلي‮ ‬عند‮ ‬تصميم‮ ‬هذه‮ ‬الصور‮ ‬والرسومات‮: ‬عدد‮ ‬الصور‮ ‬المرافقة‮ ‬للنص،‮ ‬موضع‮ ‬كل‮ ‬صورة‮ ‬في‮ ‬النص،‮ ‬موضع‮ ‬كل‮ ‬صورة‮ ‬في‮ ‬الصفحة،‮ ‬مكونات‮ ‬كل‮ ‬صورة،‮ ‬الجزء‮ ‬المركزي‮ ‬في‮ ‬الصورة،‮ ‬حجم‮ ‬كل‮ ‬مكوِّن‮ ‬من‮ ‬مكونات‮ ‬الصورة،‮ ‬الألوان‮ ‬التي‮ ‬تظهر‮ ‬في‮ ‬الصورة،‮ ‬الخطوط‮ ‬المستخدمة‮: ‬أهي‮ ‬منحنية‮ ‬أم‮ ‬متعرجة؟‮ ‬ملامح‮ ‬الشخصيات‮ ‬في‮ ‬الصورة،‮ ‬الانطباع‮ ‬الأولي‮ ‬الذي‮ ‬يمكن‮ ‬أن‮ ‬يتكون‮ ‬لدى‮ ‬الطالب‮ ‬لدى‮ ‬اطلاعه‮ ‬على‮ ‬الصورة،‮ ‬المشاعر‮ ‬والأحاسيس‮ ‬التي‮ ‬توحي‮ ‬بها‮ ‬الصورة،‮ ‬نوعية‮ ‬الملابس‮ ‬التي‮ ‬يلبسها‮ ‬الأشخاص‮ ‬في‮ ‬الصورة،‮ ‬علاقة‮ ‬الصورة‮ ‬بمضمون‮ ‬النص،‮ ‬علاقة‮ ‬الصورة‮ ‬بعنوان‮ ‬النص‮ ... ‬إلخ‮.‬

ثم‮ ‬يتم‮ ‬التفكير‮ ‬بعد‮ ‬ذلك‮: ‬هل‮ ‬كل‮ ‬هذا‮ ‬ينسجم‮ ‬مع‮ ‬النص؟‮ ‬وهل‮ ‬يزيد‮ ‬الطالب‮ ‬وعياً‮ ‬بمضمون‮ ‬النص؟‮ ‬وهل‮ ‬يزيد‮ ‬الطالب‮ ‬إدراكاً‮ ‬للخطاب‮ ‬الذي‮ ‬يحمله‮ ‬النص؟‮ ‬بل‮: ‬وهل‮ ‬تساعد‮ ‬هذه‮ ‬الصور‮ ‬على‮ ‬تنمية‮ ‬التفكير‮ ‬التأملي‮ ‬والإبداعي‮ ‬والناقد‮ ‬لدى‮ ‬الطالب؟

هذا‮ ‬بالنسبة‮ ‬للصور‮ ‬والرسومات‮ ‬التي‮ ‬يصممها‮ ‬الفنانون‮. ‬ولكن‮ ‬قد‮ ‬نجد‮ ‬مع‮ ‬النص‮ ‬صوراً‮ ‬فوتوغرافية،‮ ‬يكون‮ ‬الهدف‮ ‬منها‮ ‬أبعد‮ ‬من‮ ‬مجرد‮ ‬تقريب‮ ‬الفكرة‮ ‬للطالب،‮ ‬فمثلاً‮ ‬لماذا‮ ‬اختير‮ ‬هذا‮ ‬المشهد‮ ‬بالذات؟‮ ‬ولماذا‮ ‬تم‮ ‬التركيز‮ ‬على‮ ‬هذا‮ ‬الجزء‮ ‬بالذات‮ ‬ليكون‮ ‬محور‮ ‬الصورة؟‮ ‬ولماذا؟‮ ‬ولماذا؟‮ ‬فالأمر‮ ‬لا‮ ‬يكون‮ ‬اعتباطاً،‮ ‬وإنما‮ ‬لهدف‮ ‬مرسوم،‮ ‬وغاية‮ ‬مقصودة،‮ ‬وبعدها‮ ‬فقد‮ ‬يقع‮ ‬الخطأ‮ ‬في‮ ‬الاختيار،‮ ‬أو‮ ‬عدم‮ ‬التوفيق‮ ‬في‮ ‬وضع‮ ‬الصور‮ ‬في‮ ‬المكان‮ ‬المناسب‮.‬

وغني‮ ‬عن‮ ‬القول‮ ‬إن‮ ‬المعلم‮ ‬يجب‮ ‬ألا‮ ‬يمر‮ ‬هو‮ ‬وطلابه‮ ‬على‮ ‬هذه‮ ‬الصور‮ ‬والرسومات‮ ‬مر‮ ‬الكرام،‮ ‬ولا‮ ‬أن‮ ‬يكتفي‮ ‬بمناقشة‮ ‬مكونات‮ ‬هذه‮ ‬الصور‮ ‬مناقشة‮ ‬سطحية‮ ‬كما‮ ‬اعتاد‮ ‬بعض‮ ‬مدرسينا‮. ‬إن‮ ‬قراءة‮ ‬هذه‮ ‬الصور‮ ‬ينبغي‮ ‬أن‮ ‬تكون‮ -‬إلى‮ ‬جانب‮ ‬القراءة‮ ‬الفاهمة‮ ‬لمحتواها‮- ‬القراءة‮ ‬الناقدة‮ ‬والمنقِّبة‮ ‬لخباياها‮ ‬ودلالاتها‮ ‬وإيحاءاتها‮ ‬وما‮ ‬ترمز‮ ‬إليه،‮ ‬وما‮ ‬تريد‮ ‬أن‮ ‬تقوله‮ ‬بلسان‮ ‬حالها‮. ‬ولذلك‮ ‬نقترح‮ ‬على‮ ‬المعلم‮ ‬ما‮ ‬يلي‮:‬

1‮.‬ عدم‮ ‬رفض‮ ‬أية‮ ‬إجابة‮ ‬من‮ ‬الطالب‮ ‬ما‮ ‬دام‮ ‬لديه‮ ‬دليل‮ (‬أو‮ ‬قرينة‮) ‬على‮ ‬صحتها‮.‬
2‮.‬ ترك‮ ‬المجال‮ ‬لأكبر‮ ‬عدد‮ ‬من‮ ‬الإجابات‮ ‬على‮ ‬السؤال‮ ‬الواحد‮.‬
3‮.‬ التدرج‮ ‬في‮ ‬طرح‮ ‬التساؤلات‮ ‬من‮ ‬المباشر‮ ‬إلى‮ ‬غير‮ ‬المباشر‮.‬
4‮.‬ ترك‮ ‬المجال‮ ‬للطلاب‮ ‬ليطرحوا‮ ‬بعض‮ ‬التساؤلات‮ ‬حول‮ ‬الصورة‮.‬
5‮.‬ ربط‮ ‬الصورة‮ ‬بعنوان‮ ‬الدرس‮.‬
6‮.‬ ربط‮ ‬الصورة‮ ‬بمضمون‮ ‬الدرس‮.‬
7‮.‬ ربط‮ ‬الصورة‮ ‬بمغزى‮ ‬الدرس‮.‬
8‮.‬ إيجاد‮ ‬علاقات‮ ‬بين‮ ‬مكونات‮ ‬الصورة‮.‬
9‮.‬ التعرف‮ ‬إلى‮ ‬نوعية‮ ‬الخطوط‮ ‬المستخدمة‮ ‬في‮ ‬الصورة‮ ‬ودلالاتها‮.‬
10‮.‬ التعرف‮ ‬إلى‮ ‬دلالات‮ ‬الألوان‮ ‬المستخدمة‮ ‬في‮ ‬الصورة‮.‬
11‮.‬ تحديد‮ ‬أهم‮ ‬عنصر‮ ‬في‮ ‬الصورة‮ ‬مع‮ ‬التعليل‮ ‬والربط‮ ‬بمضمون‮ ‬الدرس‮.‬
12‮.‬ اكتشاف‮ ‬المشاعر‮ ‬التي‮ ‬تحملها‮ ‬الشخصيات‮ ‬في‮ ‬الصورة،‮ ‬مع‮ ‬التعليل‮.‬
13‮.‬ إبداع‮ ‬صورة‮ ‬أو‮ ‬رسومات‮ ‬يرى‮ ‬الطالب‮ ‬أنها‮ ‬أنسب‮ ‬لوضعها‮ ‬مع‮ ‬النص‮ ‬بدلاً‮ ‬مما‮ ‬ورد‮ ‬في‮ ‬الكتاب‮ ‬المقرر‮... ‬الخ‮.‬

وحتى‮ ‬يكون‮ ‬حديثنا‮ ‬أقرب‮ ‬إلى‮ ‬التطبيقي‮ ‬منه‮ ‬إلى‮ ‬النظري،‮ ‬نورد‮ ‬هنا‮ ‬نماذج‮ ‬من‮ ‬قراءات‮ ‬محتملة‮ ‬للصور‮ ‬المرافقة‮ ‬لبعض‮ ‬موضوعات‮ ‬كتب‮ ‬اللغة‮ ‬العربية‮ ‬الفلسطينية،‮ ‬مع‮ ‬التنبيه‮ -‬كما‮ ‬أسلفنا‮ ‬سابقاً‮- ‬بأن‮ ‬لكل‮ ‬إنسان‮ ‬قراءته‮ ‬الخاصة‮ ‬للصورة‮ ‬الواحدة،‮ ‬بحيث‮ ‬تتعدد‮ ‬القراءات‮ ‬وتتجدد،‮ ‬وتتجلى‮ ‬تنمية‮ ‬الإبداع‮ ‬لدى‮ ‬الطلبة‮ ‬في‮ ‬أوج‮ ‬عظمتها‮.‬

1‮. ‬من‮ ‬درس‮ "‬يحيى‮ ‬بن‮ ‬يعمر‮ .. ‬شجاعة‮ ‬في‮ ‬الحق‮" ‬للصف‮ ‬العاشر‮ ‬ج‮/‬2‮:‬

وردت‮ ‬صورتان‮ ‬مصاحبتان‮ ‬للنص،‮ ‬جاءتا‮ ‬في‮ ‬الصفحتين‮ ‬الثانية‮ ‬والثالثة‮ ‬من‮ ‬النص‮ ‬البالغ‮ ‬طوله‮ ‬أربع‮ ‬صفحات‮ ‬بالإضافة‮ ‬إلى‮ ‬صفحة‮ ‬المقدمة‮.‬

أما‮ ‬الصورة‮ ‬الأولى‮ ‬فهي‮ -‬كما‮ ‬يبدو‮- ‬للحجاج‮ ‬يقف‮ ‬مزهوّاً،‮ ‬رافعا‮ ‬رأسه‮ ‬في‮ ‬كِبْرٍ‮ ‬وخُيلاء،‮ ‬لا‮ ‬يمكن‮ ‬لمن‮ ‬يرى‮ ‬هذه‮ ‬الصورة‮ ‬إلا‮ ‬أن‮ ‬يحكم‮ ‬بأنها‮ ‬صورة‮ ‬لإنسانٍ‮ ‬متكبرٍ‮ ‬متغطرس،‮ ‬فإذا‮ ‬عرفنا‮ ‬أنها‮ ‬صورة‮ ‬لحاكمٍ‮ ‬أو‮ ‬والٍ،‮ ‬عرفنا‮ ‬أنه‮ ‬لا‮ ‬بد‮ ‬أن‮ ‬يكون‮ ‬ظالماً‮ ‬متسلطاً‮ ‬على‮ ‬شعبه‮.‬

أما‮ ‬الصورة‮ ‬الثانية‮ ‬فهي‮ ‬الصورة‮ ‬نفسها‮ ‬السابقة،‮ ‬ولكن‮ ‬يقف‮ ‬إلى‮ ‬جانبها‮ ‬إنسان‮ ‬ضعيف‮ ‬الجسم،‮ ‬رث‮ ‬الثياب،‮ ‬ينظر‮ ‬إلى‮ ‬الحجاج‮ ‬في‮ ‬خوفٍ‮ ‬شديد،‮ ‬فقد‮ ‬فتح‮ ‬فمه‮ ‬وعينيه،‮ ‬ووضع‮ ‬يده‮ ‬على‮ ‬رأسه،‮ ‬تتخيله‮ ‬حين‮ ‬تنظر‮ ‬إليه‮ ‬أنه‮ ‬يرتعد‮ ‬خوفًا؛‮ ‬ولذلك‮ ‬فإننا‮ ‬بالتأكيد‮ ‬نحكم‮ ‬أنه‮ ‬ليس‮ ‬يحيى‮ ‬بن‮ ‬يعمر،‮ ‬فمن‮ ‬كان‮ ‬شجاعاً‮ ‬في‮ ‬قول‮ ‬الحق،‮ ‬فإن‮ ‬ملامح‮ ‬الشجاعة‮ ‬تبدو‮ ‬واضحةً‮ ‬عليه،‮ ‬ولكن‮ ‬ربما‮ ‬هي‮ ‬صورة‮ ‬لواحد‮ ‬من‮ ‬عامة‮ ‬الشعب؛‮ ‬ليدلل‮ ‬ذلك‮ ‬على‮ ‬مدى‮ ‬الرعب‮ ‬الذي‮ ‬يصاب‮ ‬به‮ ‬من‮ ‬يقف‮ ‬أمام‮ ‬الحجاج،‮ ‬وبالتالي‮ ‬فإنه‮ ‬يريد‮ ‬أن‮ ‬يصور‮ ‬لنا‮ ‬مدى‮ ‬بطش‮ ‬الحجاج‮ ‬بأفراد‮ ‬شعبه‮ ‬ورعيته،‮ ‬وهو‮ ‬دليل‮ ‬على‮ ‬مدى‮ ‬شجاعة‮ ‬يحيى‮ ‬بن‮ ‬يعمر؛‮ ‬لأنه‮ ‬لم‮ ‬يجهر‮ ‬بالحق‮ ‬في‮ ‬وجه‮ ‬أي‮ ‬حاكم،‮ ‬وإنما‮ ‬في‮ ‬وجه‮ ‬حاكم‮ ‬ترتعد‮ ‬فرائص‮ ‬من‮ ‬يقف‮ ‬أمامه،‮ ‬ولكن‮ ‬هذا‮ ‬الحاكم‮ ‬الظالم‮ ‬لم‮ ‬يستطع‮ ‬أن‮ ‬يفعل‮ ‬شيئاً‮ ‬ذا‮ ‬بال‮ ‬لإنسانٍ‮ ‬كشف‮ ‬عيوبه‮ ‬وحججه‮ ‬الباطلة‮ ‬أمام‮ ‬الملأ،‮ ‬فلا‮ ‬نامت‮ ‬أعين‮ ‬الجبناء‮.‬

2‮. ‬من‮ ‬درس‮ "‬رحلة‮ ‬إلى‮ ‬قصر‮ ‬الحمراء‮" ‬للصف‮ ‬الخامس‮ ‬ج‮/‬2‮:‬

اختار‮ ‬مؤلفو‮ ‬كتاب‮ ‬لغتنا‮ ‬الجميلة‮ ‬أن‮ ‬يضعوا‮ ‬صورة‮ ‬قصر‮ ‬الحمراء‮ ‬لتكون‮ ‬مرافقة‮ ‬للنص،‮ ‬وهذا‮ ‬أمر‮ ‬متوقع؛‮ ‬نظراً‮ ‬لأن‮ ‬عنوان‮ ‬النص‮ ‬يتحدث‮ ‬عن‮ ‬رحلة‮ ‬إلى‮ ‬قصر‮ ‬الحمراء،‮ ‬فهناك‮ ‬علاقة‮ ‬وثيقة‮ ‬بين‮ ‬الصورة‮ ‬والعنوان،‮ ‬كما‮ ‬أن‮ ‬هناك‮ ‬علاقة‮ ‬وثيقة‮ ‬بين‮ ‬الصورة‮ ‬ومضمون‮ ‬النص؛‮ ‬فمعظم‮ ‬أحداث‮ ‬النص‮ ‬تتناول‮ ‬ما‮ ‬جرى‮ ‬للكاتب‮ ‬أثناء‮ ‬رحلته‮ ‬إلى‮ ‬قصر‮ ‬الحمراء‮.‬

ولكن‮ ‬من‮ ‬الملاحظ‮ ‬أن‮ ‬الصورة‮ ‬لا‮ ‬تستوعب‮ ‬قصر‮ ‬الحمراء‮ ‬بكامله،‮ ‬أو‮ ‬قصر‮ ‬الحمراء‮ ‬من‮ ‬داخله،‮ ‬إنما‮ ‬هي‮ ‬صورة‮ ‬لبهو‮ ‬السِّباع‮ ‬فقط‮ (‬قاعة‮ ‬الأُسُود‮) ‬والنافورة‮ ‬التي‮ ‬تحمل‮ ‬اثني‮ ‬عشر‮ ‬أسداً‮ ‬من‮ ‬المرمر‮ ‬الأبيض،‮ ‬فهذا‮ ‬البهو‮ ‬من‮ ‬أعظم‮ ‬أبهاء‮ ‬قصر‮ ‬الحمراء،‮ ‬كما‮ ‬أن‮ ‬الأسود‮ ‬فيه‮ ‬ترمز‮ ‬إلى‮ ‬القوة‮ ‬والعظمة‮ ‬والحكم‮ ‬والسلطان؛‮ ‬فالأسد‮ ‬ملك‮ ‬الغابة،‮ ‬فهذا‮ ‬البهو‮ ‬يرمز‮ ‬إلى‮ ‬قوة‮ ‬العرب‮ ‬والمسلمين‮ ‬في‮ ‬ذلك‮ ‬الوقت،‮ ‬وإلى‮ ‬أنهم‮ ‬كانوا‮ ‬ملوك‮ ‬الأرض‮ ‬وسادة‮ ‬الأمم،‮ ‬وكأن‮ ‬المؤلفين‮ ‬أرادوا‮ ‬أن‮ ‬يستنهضوا‮ ‬الهمم،‮ ‬وأن‮ ‬يحثوا‮ ‬العرب‮ ‬والمسلمين‮ ‬على‮ ‬أن‮ ‬يعملوا‮ ‬جادين‮ ‬للعودة‮ ‬إلى‮ ‬تلك‮ ‬المكانة‮ ‬السامقة،‮ ‬وأن‮ ‬لا‮ ‬يبقوا‮ ‬في‮ ‬حالة‮ ‬الضعف‮ ‬والهوان‮ ‬التي‮ ‬يعيشونها‮ ‬هذه‮ ‬الأيام‮.‬

أما‮ ‬من‮ ‬حيث‮ ‬الألوان،‮ ‬فإن‮ ‬الصورة‮ ‬يعمها‮ ‬اللون‮ ‬الأحمر؛‮ ‬وذلك‮ ‬لأن‮ ‬أسوار‮ ‬قصر‮ ‬الحمراء‮ ‬وجدرانه‮ ‬أصلاً‮ ‬يضرب‮ ‬لونها‮ ‬إلى‮ ‬الحُمرة،‮ ‬ولكن‮ ‬تم‮ ‬اختيار‮ ‬هذا‮ ‬المكان‮ ‬ذي‮ ‬اللون‮ ‬الأحمر‮ ‬بالذات،‮ ‬فعمَّ‮ ‬اللون‮ ‬الأحمر‮ ‬الصورة‮ ‬كلها،‮ ‬ربما‮ ‬ليشير‮ ‬إلى‮ ‬أن‮ ‬العودة‮ ‬إلى‮ ‬الأمجاد‮ ‬والعزة‮ ‬والكرامة‮ ‬والسيادة‮ ‬لا‮ ‬يأتي‮ ‬إلا‮ ‬بالتضحيات‮ ‬العظيمة،‮ ‬وبذل‮ ‬الدماء‮ ‬والأرواح‮.‬

3‮. ‬من‮ ‬درس‮ "‬سباق‮ ‬العِقبان‮ ‬والنسور‮" ‬للصف‮ ‬العاشر‮ ‬ج‮/‬2‮:‬

يمكن‮ ‬القول‮ ‬إن‮ ‬ما‮ ‬ترمز‮ ‬إليه‮ ‬الصور‮ ‬المصاحبة‮ ‬للنص‮ ‬بمكوناتها‮ ‬وأشكالها‮ ‬وألوانها‮ ‬تكاد‮ ‬تتطابق‮ ‬مع‮ ‬عنوان‮ ‬النص،‮ ‬فالصورة‮ ‬الأولى‮ ‬جاءت‮ ‬مرافقة‮ ‬لمقدمة‮ ‬النص،‮ ‬والتي‮ ‬عنونت‮ ‬بعنوان‮ "‬بين‮ ‬يدي‮ ‬النص‮"‬،‮ ‬واحتلت‮ ‬هذه‮ ‬الصورة‮ ‬جزءاً‮ ‬لا‮ ‬بأس‮ ‬به‮ ‬من‮ ‬الصفحة،‮ ‬وفيها‮ ‬مجموعة‮ ‬من‮ ‬النسور‮ ‬تواجه‮ ‬مجموعة‮ ‬من‮ ‬العقبان‮ ‬تنظر‮ ‬إلى‮ ‬بعضها‮ ‬البعض‮ ‬في‮ ‬حدة‮ ‬وغضب؛‮ ‬ليؤكد‮ ‬ذلك‮ ‬أنه‮ ‬صراعٌ‮ ‬وليس‮ ‬سباقاً‮. ‬وفي‮ ‬أسفل‮ ‬الصورة‮ ‬صقر‮ ‬طائر‮ ‬في‮ ‬الجو‮ ‬ليدلل‮ ‬على‮ ‬طبيعة‮ ‬السباق،‮ ‬وهو‮ ‬أنه‮ ‬سباق‮ ‬طيران‮ ‬في‮ ‬الجو‮. ‬ولعل‮ ‬اختيار‮ ‬اللون‮ ‬الأسود‮ ‬لهذه‮ ‬الصورة‮ ‬جاء‮ ‬ليدلل‮ ‬على‮ ‬الحقد‮ ‬والكراهية‮ ‬التي‮ ‬تؤطر‮ ‬هذا‮ ‬السباق،‮ ‬أو‮ ‬بالأحرى‮ ‬هذا‮ ‬الصراع‮.‬

أما‮ ‬الصورة‮ ‬الثانية،‮ ‬فإنها‮ ‬تشمل‮ ‬نسرين،‮ ‬يفرد‮ ‬أحدهما‮ ‬جناحيه،‮ ‬مستعرضاً‮ ‬قوته،‮ ‬رافعاً‮ ‬رأسه‮ ‬إلى‮ ‬أعلى،‮ ‬وبجانبه‮ ‬نسر‮ ‬آخر‮ ‬يقف‮ ‬ضاماً‮ ‬جناحيه‮ ‬خافضاً‮ ‬رأسه‮. ‬ولعل‮ ‬المقصود‮ ‬بالنسر‮ ‬الأول‮ ‬تلك‮ ‬القوة‮ ‬العظمى‮ ‬التي‮ ‬تستعرض‮ ‬قوتها‮ ‬على‮ ‬العالم‮ ‬كله،‮ ‬أما‮ ‬النسر‮ ‬الآخر‮ ‬فهو‮ ‬تلك‮ ‬القوة‮ ‬التي‮ ‬تستمد‮ ‬قوتها‮ ‬من‮ ‬القوة‮ ‬الأولى،‮ ‬وتعيش‮ ‬في‮ ‬حمايتها،‮ ‬ولكنهما‮ ‬على‮ ‬أية‮ ‬حال‮ ‬نسران‮ ‬من‮ ‬الفصيلة‮ ‬نفسها،‮ ‬ومن‮ ‬تلك‮ ‬الفئة‮ ‬الظالمة‮ ‬الباغية‮. ‬وقد‮ ‬لوِّنت‮ ‬الصورة‮ ‬باللون‮ ‬الأزرق؛‮ ‬ربما‮ ‬لتشير‮ ‬إشارة‮ ‬واضحة‮ ‬إلى‮ ‬تلك‮ ‬القوتين،‮ ‬فالعلم‮ ‬الأمريكي‮ ‬يحتوي‮ ‬على‮ ‬اللون‮ ‬الأزرق،‮ ‬والعلم‮ ‬الإسرائيلي‮ ‬كله‮ ‬باللون‮ ‬الأزرق،‮ ‬حتى‮ ‬علم‮ ‬الأمم‮ ‬المتحدة‮ ‬هو‮ ‬باللون‮ ‬الأزرق‮.‬

وأما‮ ‬الصورة‮ ‬الثالثة،‮ ‬فهي‮ ‬صورة‮ ‬لنسر‮ ‬وصقر‮ ‬طائرين‮ ‬أثناء‮ ‬السباق،‮ ‬وكل‮ ‬منهما‮ ‬يرفع‮ ‬رأسه‮ ‬إلى‮ ‬أعلى؛‮ ‬دليلاً‮ ‬على‮ ‬رغبته‮ ‬في‮ ‬التغلب‮ ‬والانتصار‮ ‬على‮ ‬الآخر؛‮ ‬وهذا‮ ‬يدلل‮ ‬على‮ ‬أن‮ ‬من‮ ‬هو‮ ‬أقل‮ ‬قوة‮ ‬لم‮ ‬يستسلم‮ ‬للأقوى‮ ‬منه‮ ‬أو‮ ‬يخضع‮ ‬له‮. ‬ووجود‮ ‬شمس‮ ‬الصباح‮ ‬بحجم‮ ‬كبير‮ ‬في‮ ‬أعلى‮ ‬الصورة،‮ ‬واللون‮ ‬الأزرق‮ ‬للنسر‮ ‬والصقر‮ ‬في‮ ‬أسفلها‮ ‬يدلل‮ ‬على‮ ‬أن‮ ‬شمس‮ ‬الحرية‮ ‬والنصر‮ ‬ستشرق‮ ‬حتماً‮. ‬ولكن‮ ‬كان‮ ‬من‮ ‬الأفضل‮ ‬تلوين‮ ‬الصقر‮ ‬بلون‮ ‬مخالف‮ ‬للون‮ ‬النسر‮.‬

أما‮ ‬الصورة‮ ‬الرابعة،‮ ‬فهي‮ ‬للنسور‮ ‬في‮ ‬نهاية‮ ‬السباق،‮ ‬لا‮ ‬تبدو‮ ‬ملامحها‮ ‬جيداً،‮ ‬دليلاً‮ ‬على‮ ‬حيرتها‮ ‬وحزنها‮ ‬مما‮ ‬يوحي‮ ‬بأنها‮ ‬خسرت‮ ‬هذا‮ ‬السباق،‮ ‬كما‮ ‬أنها‮ ‬تنظر‮ ‬في‮ ‬اتجاه‮ ‬واحد‮ ‬بعيداً،‮ ‬ما‮ ‬يوحي‮ ‬بأنها‮ ‬ستغادر‮ ‬المكان‮ ‬إلى‮ ‬مكان‮ ‬آخر‮. ‬أما‮ ‬اختيار‮ ‬اللون‮ ‬الرمادي‮ ‬لهذه‮ ‬الصورة،‮ ‬فله‮ ‬دلالاته‮ ‬أيضاً؛‮ ‬فاللون‮ ‬الرمادي‮ ‬هو‮ ‬مزيج‮ ‬من‮ ‬الأبيض‮ ‬والأسود،‮ ‬النور‮ ‬والظلمة،‮ ‬الوضوح‮ ‬والغموض،‮ ‬الأمل‮ ‬واليأس‮. ‬ومن‮ ‬دلالات‮ ‬هذا‮ ‬اللون‮ ‬أنه‮ ‬علامة‮ ‬على‮ ‬الغموض‮ ‬والفوضى،‮ ‬وعلى‮ ‬اختلاط‮ ‬الأمور،‮ ‬وعدم‮ ‬الاستقرار‮. ‬وهو‮ ‬ما‮ ‬يدلل‮ ‬على‮ ‬الغموض‮ ‬الذي‮ ‬ينتظر‮ ‬مستقبل‮ ‬هذا‮ ‬القوي‮ ‬المتجبر‮ ‬بعد‮ ‬أن‮ ‬فوجئ‮ ‬بعجزه‮ ‬عن‮ ‬فرض‮ ‬إرادته‮ ‬على‮ ‬الجميع‮.‬

4‮. ‬من‮ ‬درس‮ "‬إلى‮ ‬أخي‮ ‬الذي‮ ‬يطلب‮ ‬العلم‮ ‬في‮ ‬الخارج‮" ‬للصف‮ ‬العاشر‮ ‬ج‮/‬2‮:‬

تظهر‮ ‬في‮ ‬الدرس‮ ‬صورتان‮ ‬هما‮:‬

الصورة‮ ‬الأولى‮:‬‮ ‬وهي‮ ‬الموجودة‮ ‬في‮ ‬فقرة‮ "‬بين‮ ‬يدي‮ ‬النص‮"‬،‮ ‬ويتضح‮ ‬فيها‮ ‬صورة‮ ‬الباخرة‮ ‬ودخانها‮ ‬وأيدي‮ ‬المودعين‮ ‬تلوِّح‮ ‬للمسافرين‮ ‬من‮ ‬بعيد،‮ ‬وبنظرة‮ ‬متأنية‮ ‬إلى‮ ‬هذه‮ ‬الصورة‮ ‬نجد‮ ‬ما‮ ‬يلي‮:‬

1‮.‬ ضخامة‮ ‬السفينة‮ ‬مقارنة‮ ‬بالبحر‮ ‬الذي‮ ‬بدا‮ ‬وكأنه‮ ‬جزء‮ ‬بسيط‮ ‬منه،‮ ‬وقد‮ ‬يتناسب‮ ‬هذا‮ ‬مع‮ ‬نفسية‮ ‬المودع‮ ‬للمسافر،‮ ‬حيث‮ ‬يكون‮ ‬جل‮ ‬همه‮ ‬وتركيزه‮ ‬فقط‮ ‬على‮ ‬الحدث‮ ‬الأبرز‮ ‬وهو‮ ‬سفر‮ ‬الأحبة‮ ‬وأداته‮ ‬السفينة،‮ ‬وبالتالي‮ ‬كان‮ ‬التركيز‮ ‬على‮ ‬السفينة‮ ‬التي‮ ‬يركب‮ ‬فيها‮ ‬المسافرون،‮ ‬فلا‮ ‬يكادون‮ ‬يرون‮ ‬غيرها،‮ ‬وبالتالي‮ ‬يبدو‮ ‬البحر‮ ‬صغيراً‮ ‬مقارنة‮ ‬بالسفينة؛‮ ‬لأنه‮ ‬بعيد‮ ‬عن‮ ‬دائرة‮ ‬الاهتمام‮ ‬بالنسبة‮ ‬للمودع‮.‬
2‮.‬ يظهر‮ ‬في‮ ‬الصورة‮ ‬منديل‮ ‬يمسك‮ ‬به‮ ‬أحد‮ ‬المودعين،‮ ‬وهذا‮ ‬يوحي‮ ‬بأن‮ ‬المودعين‮ ‬تتساقط‮ ‬من‮ ‬عيونهم‮ ‬الدموع‮ ‬حزناً‮ ‬على‮ ‬وداع‮ ‬أقربائهم‮ ‬وأحبتهم،‮ ‬وهذا‮ ‬يستدعي‮ ‬وجود‮ ‬منديل‮ ‬يجففون‮ ‬به‮ ‬دموعهم‮.‬
3‮. ‬يظهر‮ ‬في‮ ‬الصورة‮ ‬أيضاً‮ ‬الدخان‮ ‬المتصاعد‮ ‬والمائل‮ ‬نحو‮ ‬جهة‮ ‬اليسار،‮ ‬وهذا‮ ‬يوحي‮ ‬بأن‮ ‬السفينة‮ ‬قد‮ ‬بدأت‮ ‬بالانطلاق،‮ ‬وهذا‮ ‬يتناسق‮ ‬مع‮ ‬تلويح‮ ‬المودعين‮ ‬بأيديهم‮.‬
4‮. ‬يلاحظ‮ ‬عدم‮ ‬ظهور‮ ‬صورة‮ ‬أي‮ ‬مسافر‮ ‬في‮ ‬السفينة،‮ ‬وقد‮ ‬يوحي‮ ‬ذلك‮ ‬بأمور‮ ‬عدة،‮ ‬منها‮ ‬أن‮ ‬السفينة‮ ‬أصبحت‮ ‬بعيدة‮ ‬عن‮ ‬المودعين،‮ ‬وبالتالي‮ ‬لا‮ ‬تكاد‮ ‬تظهر‮ ‬صور‮ ‬المسافرين،‮ ‬بينما‮ ‬تظهر‮ ‬صورة‮ ‬المودعين،‮ ‬وهذا‮ ‬يتناسب‮ ‬مع‮ ‬نفسية‮ ‬كاتب‮ ‬النص‮ ‬الذي‮ ‬كان‮ ‬ضمن‮ ‬المودعين‮ ‬بروحه‮ ‬لا‮ ‬بجسمه،‮ ‬حيث‮ ‬يشعر‮ ‬بأنه‮ ‬ضمن‮ ‬هؤلاء‮ ‬المودعين،‮ ‬وبالتالي‮ ‬كانت‮ ‬صورتهم‮ ‬واضحة‮.‬

الصورة‮ ‬الثانية‮:‬‮ ‬وهي‮ ‬الموجودة‮ ‬بين‮ ‬أسطر‮ ‬النص،‮ ‬ويظهر‮ ‬فيها‮:‬

1‮.‬ رأس‮ ‬المسافر‮ ‬والمرسوم‮ ‬على‮ ‬شكل‮ ‬دائرة،‮ ‬وشكل‮ ‬الدائرة‮ ‬يوحي‮ ‬بالدوران،‮ ‬والمعروف‮ ‬أن‮ ‬المسافر‮ ‬إذا‮ ‬دخل‮ ‬مكاناً‮ ‬غريباً‮ ‬عليه،‮ ‬فإنه‮ ‬يشعر‮ ‬بأن‮ ‬الدنيا‮ ‬تدور‮ ‬كلها‮ ‬من‮ ‬حوله؛‮ ‬لأنه‮ ‬يرى‮ ‬أشياء‮ ‬لم‮ ‬يرها‮ ‬من‮ ‬قبل،‮ ‬وقد‮ ‬تتناسب‮ ‬مع‮ ‬العبارة‮ ‬الواردة‮ ‬في‮ ‬النص‮ "‬وقد‮ ‬أخذك‮ ‬دوار‮ ‬البحر‮"‬،‮ ‬فالمسافر‮ ‬عبر‮ ‬البحر‮ ‬قد‮ ‬يصاب‮ ‬بالدوار‮ ‬الذي‮ ‬قد‮ ‬لا‮ ‬يفيق‮ ‬منه‮ ‬إلا‮ ‬بعد‮ ‬أيام‮.‬
2‮.‬ تظهر‮ ‬في‮ ‬الصورة‮ ‬عمارات‮ ‬وأبراج‮ ‬عالية،‮ ‬لكن‮ ‬من‮ ‬الملاحظ‮ ‬أنها‮ ‬مائلة‮ ‬مع‮ ‬أنها‮ ‬على‮ ‬الحقيقة‮ ‬تكون‮ ‬قائمة،‮ ‬وقد‮ ‬يوحي‮ ‬ذلك‮ ‬بأمور‮ ‬عدة‮ ‬منها‮:‬
‮>‬‮ ‬إن‮ ‬حضارة‮ ‬الغرب‮ ‬مهما‮ ‬كانت‮ ‬متقدمة‮ ‬وراقية‮ ‬وباهرة‮ ‬فإنها‮ ‬مبنية‮ ‬على‮ ‬باطل،‮ ‬وإنها‮ ‬سرعان‮ ‬ما‮ ‬تنهار،‮ ‬وبالتالي‮ ‬فاعوجاج‮ ‬صورة‮ ‬المباني‮ ‬يوحي‮ ‬بقرب‮ ‬انهيارها،‮ ‬وأنها‮ ‬غير‮ ‬مبنية‮ ‬على‮ ‬أسس‮ ‬متينة،‮ ‬وليس‮ ‬المقصود‮ ‬البناء‮ ‬بحد‮ ‬ذاته،‮ ‬بل‮ ‬الحضارة‮ ‬التي‮ ‬أدت‮ ‬إلى‮ ‬وجود‮ ‬مثل‮ ‬هذا‮ ‬البناء‮.‬
‮>‬‮ ‬تظهر‮ ‬المباني‮ ‬رفيعة‮ ‬من‮ ‬أسفل‮ ‬وعريضة‮ ‬من‮ ‬أعلى،‮ ‬مع‮ ‬أن‮ ‬الذي‮ ‬ينظر‮ ‬للمباني‮ ‬العالية‮ ‬من‮ ‬بعيد‮ ‬يرى‮ ‬أن‮ ‬المبنى‮ ‬من‮ ‬أسفل‮ ‬يكون‮ ‬أعرض‮ ‬بكثير‮ ‬من‮ ‬المبنى‮ ‬من‮ ‬أعلى،‮ ‬وقد‮ ‬يؤكد‮ ‬هذا‮ ‬ما‮ ‬طرحناه‮ ‬في‮ ‬النقطة‮ ‬السابقة‮ ‬من‮ ‬أن‮ ‬الحضارة‮ ‬المتمثلة‮ ‬بجزء‮ ‬منها‮ ‬كالمباني‮ ‬العالية‮ ‬قائمة‮ ‬على‮ ‬أصول‮ ‬ضعيفة‮.‬
‮>‬‮ ‬قد‮ ‬يوحي‮ ‬ميلان‮ ‬المباني‮ ‬بعظمة‮ ‬الحضارة‮ ‬ورقيها،‮ ‬من‮ ‬حيث‮ ‬الفن‮ ‬المعماري‮ ‬الذي‮ ‬وصلت‮ ‬إليه‮ ‬دول‮ ‬الغرب‮ ‬من‮ ‬بناء‮ ‬أبراج‮ ‬فيها‮ ‬من‮ ‬الفن‮ ‬ما‮ ‬فيها،‮ ‬بحيث‮ ‬تبنى‮ ‬مائلة‮ ‬دون‮ ‬أن‮ ‬تتعرض‮ ‬للوقوع‮.‬
‮>‬‮ ‬تظهر‮ ‬في‮ ‬الصورة‮ ‬أيضاً‮ ‬صورة‮ ‬المسافر‮ ‬وحيداً‮ ‬وهو‮ ‬يحمل‮ ‬حقائبه‮ ‬الثقيلة،‮ ‬ولا‮ ‬تظهر‮ ‬صورة‮ ‬لأي‮ ‬مظهر‮ ‬من‮ ‬مظاهر‮ ‬الحياة‮ ‬فيها،‮ ‬وهذا‮ ‬قد‮ ‬يشير‮ ‬إلى‮ ‬شعور‮ ‬المسافر‮ ‬حينما‮ ‬يدخل‮ ‬بلداً‮ ‬جديداً‮ ‬لم‮ ‬يعرفه‮ ‬من‮ ‬قبل،‮ ‬حيث‮ ‬يشعر‮ ‬بالوحدة‮ ‬لأنه‮ ‬لا‮ ‬يكاد‮ ‬يعرف‮ ‬أحداً‮ ‬فيه‮.‬

5‮. ‬من‮ ‬درس‮ "‬بِشْر‮ ‬بن‮ ‬عوانة‮" ‬للصف‮ ‬العاشر‮ ‬ج‮/‬2‮:‬

وردت‮ ‬مع‮ ‬النص‮ ‬صورة‮ ‬واحدة‮ ‬فقط،‮ ‬لو‮ ‬نظرنا‮ ‬إليها‮ ‬نلاحظ‮ ‬ما‮ ‬يلي‮:‬

1‮.‬ من‮ ‬حيث‮ ‬الألوان‮ ‬فالصورة‮ ‬باللون‮ ‬الأزرق‮. ‬ويبدو‮ ‬أن‮ ‬هذا‮ ‬اللون‮ ‬لا‮ ‬علاقة‮ ‬له‮ ‬بموضوع‮ ‬القصيدة؛‮ ‬نظراً‮ ‬لأن‮ ‬معظم‮ ‬صور‮ ‬الكتاب‮ ‬هي‮ ‬باللون‮ ‬الأزرق،‮ ‬دون‮ ‬النظر‮ ‬إلى‮ ‬الموضوع‮. ‬ولكن‮ ‬لماذا‮ ‬اختير‮ ‬اللون‮ ‬الأزرق‮ ‬بالذات‮ ‬لتلوين‮ ‬معظم‮ ‬صور‮ ‬الكتاب‮ ‬وصفحاته؟‮ ‬هذا‮ ‬ما‮ ‬لا‮ ‬نعلمه‮.‬
2‮.‬ في‮ ‬الصورة‮ ‬فارس‮ ‬يحمل‮ ‬سيفاً‮ ‬ويمسك‮ ‬بعنان‮ ‬فرسه‮ ‬بقوة‮ ‬ومهارة،‮ ‬وهذا‮ ‬دليل‮ ‬على‮ ‬تمجيد‮ ‬الشاعر‮ ‬للبطولة‮ ‬والشجاعة‮ ‬والقوة،‮ ‬وكأنه‮ ‬يطلب‮ ‬منا‮ ‬أن‮ ‬نكون‮ ‬أقوياء‮ ‬لا‮ ‬نخاف‮ ‬الموت،‮ ‬ولا‮ ‬نخشى‮ ‬المخاطر‮ ‬والأهوال،‮ ‬لأنه‮ ‬دون‮ ‬ذلك‮ ‬لا‮ ‬تتحقق‮ ‬الآمال‮ ‬والطموحات‮. ‬وتؤكد‮ ‬أحداث‮ ‬القصة‮ ‬ذلك؛‮ ‬فبِشر‮ ‬الذي‮ ‬رفض‮ ‬عمُّه‮ ‬تزويجَه‮ ‬من‮ ‬ابنته‮ ‬لأنه‮ ‬صعلوك‮ ‬فقير،‮ ‬حقق‮ ‬آماله‮ ‬بشجاعته‮ ‬وصلابته،‮ ‬ثم‮ ‬إنه‮ ‬لما‮ ‬وجد‮ ‬ابنه‮ ‬أكثر‮ ‬شجاعةً‮ ‬وفروسيةً‮ ‬منه‮ ‬زوَّجه‮ ‬من‮ ‬الفتاة‮ ‬التي‮ ‬خاطر‮ ‬من‮ ‬أجلها
3‮.‬ نرى‮ ‬في‮ ‬الصورة‮ ‬أن‮ ‬السيف‮ ‬مرفوع‮ ‬إلى‮ ‬أعلى،‮ ‬والفارس‮ ‬أيضاً‮ ‬ينظر‮ ‬إلى‮ ‬أعلى،‮ ‬حتى‮ ‬أن‮ ‬الحصان‮ ‬ينظر‮ ‬إلى‮ ‬أعلى‮. ‬كل‮ ‬ذلك‮ ‬يشير‮ ‬إلى‮ ‬وجوب‮ ‬طلب‮ ‬المعالي،‮ ‬وعدم‮ ‬الرضا‮ ‬بالدون،‮ ‬كما‮ ‬يشير‮ ‬إلى‮ ‬وجوب‮ ‬أن‮ ‬نكون‮ ‬أعزاء،‮ ‬هاماتنا‮ ‬مرفوعة‮ ‬إلى‮ ‬أعلى،‮ ‬ولا‮ ‬نرضى‮ ‬بالذل‮ ‬والهوان،‮ ‬ولو‮ ‬كلفنا‮ ‬ذلك‮ ‬المتاعب‮ ‬والمشاق‮.‬
4‮. ‬من‮ ‬الملاحظ‮ ‬أن‮ ‬الصورة‮ ‬تغلب‮ ‬عليها‮ ‬الخطوط‮ ‬المنحنية‮ ‬والانسيابية،‮ ‬وتقل‮ ‬فيها‮ ‬الخطوط‮ ‬المنكسرة،‮ ‬والمعروف‮ ‬أن‮ ‬الخطوط‮ ‬المنحنية‮ ‬ترمز‮ -‬ضمن‮ ‬ما‮ ‬ترمز‮ ‬إليه‮- ‬إلى‮ ‬السهولة‮ ‬واليسر،‮ ‬في‮ ‬حين‮ ‬أن‮ ‬الخطوط‮ ‬المنكسرة‮ ‬ترمز‮ ‬إلى‮ ‬الصعوبة‮ ‬والتأزم‮ ‬والعقبات‮. ‬ولكن‮ ‬يبدو‮ ‬أن‮ ‬اختيار‮ ‬الخطوط‮ ‬المنحنية،‮ ‬على‮ ‬الرغم‮ ‬مما‮ ‬اكتنف‮ ‬الأحداث‮ ‬من‮ ‬مصاعب‮ ‬وعقبات‮ ‬وأهوال،‮ ‬لأن‮ ‬كل‮ ‬هذه‮ ‬المصاعب‮ ‬والعقبات‮ ‬وجدت‮ ‬طريقها‮ ‬إلى‮ ‬الانفراج‮ ‬والحل‮ ‬في‮ ‬النهاية،‮ ‬وكأن‮ ‬الشاعر‮ ‬يريد‮ ‬منا‮ ‬أن‮ ‬ننظر‮ ‬إلى‮ ‬الهدف‮ ‬الأسمى‮ ‬الذي‮ ‬نسعى‮ ‬إلى‮ ‬تحقيقه،‮ ‬ولا‮ ‬نلتفت‮ ‬إلى‮ ‬الصعوبات‮ ‬التي‮ ‬تواجهنا‮ ‬في‮ ‬سبيل‮ ‬تحقيق‮ ‬ذلك‮.‬

وبعد،‮ ‬فهذه‮ ‬دعوة‮ ‬لزملائي‮ ‬المعلمين‮ ‬أن‮ ‬يولوا‮ ‬هذا‮ ‬الأمر‮ ‬ما‮ ‬يستحق‮ ‬من‮ ‬اهتمام،‮ ‬وأن‮ ‬يوظفوا‮ ‬هذه‮ ‬الصور‮ ‬المرافقة‮ ‬لنصوص‮ ‬كتب‮ ‬اللغة‮ ‬العربية‮ ‬في‮ ‬الارتقاء‮ ‬بطلابهم،‮ ‬وفي‮ ‬تنمية‮ ‬التفكير‮ ‬التأملي‮ ‬والنقدي‮ ‬والإبداعي‮ ‬لديهم،‮ ‬مع‮ ‬إيجاد‮ ‬الإثارة‮ ‬والمتعة‮ ‬والتذوق‮ ‬الفني‮ ‬لدى‮ ‬هؤلاء‮ ‬الطلاب‮. ‬أرجو‮ ‬أن‮ ‬تجد‮ ‬هذه‮ ‬الدعوة‮ ‬آذاناً‮ ‬صاغية،‮ ‬وهمة‮ ‬وتحفزاً‮ ‬للعمل‮ ‬الدؤوب‮.‬

عطية‮ ‬العمري‮ ‬-‮ ‬مركز‮ ‬القطان

المراجع
‮>‬‮ ‬محسين‮ ‬الدموش‮. "‬الصورة‮ ‬الفوتوغرافية‮ ‬بين‮ ‬الدلالة‮ ‬والتدليل‮":‬
http://www.fikrwanakd.aljabriabed.com/n57_07.htm
‮>‬‮ ‬سكينة‮ ‬بوشلوح‮. "‬سيميائية‮ ‬الصورة‮":‬
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/C20689B3-F066-4DA9-9BEC-0013D0AE8E72.htm
مجلة‮ ‬المعرفة،‮ ‬عدد‮ ‬2005/10/14‮.‬
‮>‬‮ ‬بلقاسم‮ ‬دفة‮. "‬التحليل‮ ‬السيميائي‮ ‬للبنى‮ ‬السردية‮ ‬في‮ ‬رواية‮ ‬حمامة‮ ‬سلام‮ ‬للدكتور‮ ‬نجيب‮ ‬الكيلاني‮":‬
http://www.station192.com/awudam2/mokifadaby/385/mokf385-007.htm
مجلة‮ ‬الموقف‮ ‬الأدبي؛‮ ‬مجلة‮ ‬أدبية‮ ‬شهرية‮ ‬تصدر‮ ‬عن‮ ‬اتحاد‮ ‬الكتاب‮ ‬العرب‮ ‬بدمشق‮ - ‬العدد‮ ‬385‮ ‬أيار‮ ‬2003‮.‬
‮>‬‮ ‬إبراهيم‮ ‬نمر‮ ‬موسى،‮ ‬وآخرون‮. ‬لغتنا‮ ‬الجميلة‮ ‬للصف‮ ‬الخامس‮ - ‬الجزء‮ ‬الثاني،‮ ‬وزارة‮ ‬التربية‮ ‬والتعليم،‮ ‬دولة‮ ‬فلسطين،‮ ‬مركز‮ ‬المناهج،‮ ‬الطبعة‮ ‬التجريبية‮ ‬الأولى،‮ ‬2004‮.‬
‮>‬‮ ‬عمر‮ ‬مسلم،‮ ‬وآخرون‮. ‬المطالعة‮ ‬والنصوص‮ ‬للصف‮ ‬العاشر‮ - ‬الجزء‮ ‬الثاني،‮ ‬وزارة‮ ‬التربية‮ ‬والتعليم،‮ ‬دولة‮ ‬فلسطين،‮ ‬مركز‮ ‬المناهج،‮ ‬الطبعة‮ ‬التجريبية‮ ‬الأولى،‮ ‬2004‮.‬

جهد مشكور وعمل مميز
بارك الله فيكم ونفعنا بعلمكم
مشكووووووووووووووووووووووووورين