منتدى شنواى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةمجلة شنواىأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 هجرة رسول الله و أسرار غار ثور

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
احمد رمضان المعداوي
عضو محترف
عضو محترف
احمد رمضان المعداوي


ذكر
عدد المساهمات : 461
نقاط : 1313
تاريخ التسجيل : 21/11/2009
العمر : 29
الموقع : مدرسه شنواي

هجرة رسول الله و أسرار غار ثور Empty
مُساهمةموضوع: هجرة رسول الله و أسرار غار ثور   هجرة رسول الله و أسرار غار ثور Emptyالخميس 17 ديسمبر 2009 - 14:17

أ.د. بلخير حموتي، كلية العلوم جامعة محمد الأول وجدة
عضو الهيئة المغربية للإعجاز العلمي في القرآن و السنة

حمدلله الذي تولى حفظ الدين بنفسه إذ قال و قوله الفصل :إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون" سورة الحجر 9 ، و الصلاة و السلام على الرحمة المهداة سيدنا محمد بن عبد الله، أما بعد فالحديث عن هجرة المصطفى - صلى الله عليه وسلم – حديث عن الحفاظ عن الدين الذي قال الله في شأنه : "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته و لا تموتن إلا و أنتم مسلمون" آل عمران 102 و هي ترجمة للهجر الجميل الذي أمره به ربه جل وعلا "و اهجرهم هجرا جميلا" المزمل 10.

و لست هنا بصدد سرد تفاصيل الهجرة و لكن أبدأ عندما وصل الحبيب إلى دار أبي بكر الصديق رضي الله عنه.

... و لما جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إلى بيت أبي بكر الصديق في وقت لم يكن معهودا بزيارته لهم كما قالت أمُنٌا عائشة رضي الله عنها : فبينما نحن جلوس في بيت أبي بكر في نحر الظهيرة قال قائل لأبي بكر : هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- متقنعاً - مغطياً رأسه - في ساعة لم يكن يأتينا فيها ، فقال أبو بكر : فداءً له أبي وأمي ، والله ما جاء به في هذه الساعة إلا أمر فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فاستأذن له ، فدخل ، فاستأ خر أبو بكر عن السرير حتى جلس عليه ، فقال لأبي بكر : ( أخرِج مَنْ عِندَك ) فقال أبو بكر إنما هم أهلك بأبي أنت يا رسول الله. قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( فإني قد أُذن لي في الخروج ) فقال أبو بكر وهو يبكي من الفرح – الصحبة يا رسول الله ، قال: الصحبة. قالت: ما شعرت قط قبل ذلك اليوم أن أحدا يبكي من الفرح، حتى رأيت أبا بكر يبكي من الفرح. قال السهيلي في الروض الأٌنف قالت ذلك لصغر سنها، و أنها لم تكن علمت بذلك كما قال الشاعر :


غلب السرور عَلَيٌَ حتى إنه .... من فَرط ما قد سرني أبكاني
يا عيْن صار الدمع عندك عادة .... تَبكينَ في فرَح و في أحزان



وكان أبوبكر كثيراً ما يستأذن رسول الله- صلى الله عليه وسلم - في الهجرة فيقول له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا تعجل لعل الله يجعل لك صاحباً فيطمع أبوبكر أن يكونه. انظر سيرة ابن هشام 2/102.

.. فحق للصديق أن يبكي إنها حقا الصحبة و الخلوة يختلي بها بنبي الله في هده الرحلة المباركة –الهجرة من مكة أحب البقاع إلى الله حتى إن الرسول لما خرج من مكة توجه إلى البيت ، وقال : والله إنك لأحب الأرض إلي ، وإنك لأحب أرض الله إلى الله ، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت . رواه ابن ماجة أنظر صحيح ابن ماجه 2برقم 2523 الألباني البداية والنهاية (3 / 178).

خرج - صلى الله عليه وسلم- إلى قدر الله لتصبح "يثرب" المدينة المنورة التي حازت الشرف الكبير كله و غدت نواة الدولة الإسلامية، قال النبي - صلى الله عليه وسلم- : رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل، فذهب وهلي إلى أنها اليمامة ، أو هجر ، فإذا هي المدينة يثرب.. البخاري و للمدينة 95 اسماً كما قال السمهودي و صدق المصطفى عندما قال في شأنها : إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها، رواه البخاري ومسلم .

ولما وصل النبي - صلى الله عليه وسلم - وصاحبه إلى الغار وأراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أن ينزل فيه قال له الصًٌدًٌيق : مكانك حتى أستبرئ لك، فإن كان به أذى نزل بي قبلك، ثم نزل فتحسس الغار فلم يجد به شيئاً، فنزل رسول الله وقد بلغ منه الإعياء والتعب مبلغه فما أن دخلا حتى توسد الرسول قدم أبي بكر ونام ، وكان الصديق يأخذ من ثوبه ويسدُّ فم الأجحار خشية أن يكون شيء من الهوام فتؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم. - رضي الله عن الصديق - فبقي منها جحر فألقمه عقبه ، وكانت به حية فلدغته ، فمنعه مكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منه أن يتململ ... إنه الخوف على الرسالة....

و في أحلك الأوقات: في لحظة من لحظات الإحساس بقرب سيطرة الأعداء وبطشهم بالأمة وقضائهم عليها واستئصالهم لرسولها ( لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا ) و الحبيب الواثق بأمر الله سيد المتوكلين يؤكد لصاحبه الذي بادله الحب (لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا) التوبة 40، إنها معية الله التي لا تفارق أوليائه فما بالك بأنبيائه عليهم السلام. قال السهيلي في الروض الأٌنف ألا ترى كيف قال : لا تحزن ، و لم يقل لا تخف؟ لأن حزنه على رسول الله شغله عن خوفه على نفسه. هدا الصاحب هو الذي قال له : عن جندب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس وهو يقول : إني أبرأ إلى الله عز وجل أن يكون لي منكم خليل فإن الله عز وجل قد اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً ولو كنت متخذاً من أمتي خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً تفرد به مسلم.



و الإشراقة البيانية التي أضاءت في نفسي هو "غار ثور" المسمى بالجبل –جبل ثور- لأن الغار هو الكهف الذي بالجبل لذا أمرنا رسول الله أن نقرأ سورة الكهف في كل ليلة أو يوم الجمعة و ثور له إشارة إلى أحد المرائي التي شاهدها في الرحلة الربانية التي فاقت كل القوانين الأرضية - رحلت الإسراء و المعراج- و التي كانت تكريما لرسول رب العالمين إلى الثقلين. و قد ورد في السيرة ذكر كلمة ثور في معنى آخر: ثم أتى على حجر صغير يخرج منه ثور عظيم فجعل الثور يريد أن يرجع من حيث خرج فلا يستطيع فقال: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الرجل يتكلم بالكلمة العظيمة ثم يندم عليها فلا يستطيع أن يردها. و الكلمة هي التي كان - صلى الله عليه وسلم –يطلبها من قريش : "كلمة واحدة تملكون بها العرب و تدين لكم العجم"
أيها الناس قولوا ”لا اله إلا الله“ تفلحوا ... و الكلمة هي التي أعرضت عنها قريش كبرياء و أنفة حتى في اللحظات الأخيرة لأبي طالب عندما قال لهم رسول الله- صلى الله عليه وسلم -: نعم ، كلمة واحدة تعطونيها تملكون بها العرب و تدين لكم العجم. قال أبو جهل : نعم و أبيك، و عشر كلمات، قال : تقولون لا اله إلا الله . قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يلقى لها بالاً يرفعه الله بها درجات. و إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى لا يلقى لها بالاً يهوى بها في جهنم» رواه البخاري. الكلمة هي أوردت أبا لهب المهالك و جعلته من أصحاب النار مند بداية الرسالة المحمدية –بسبب كلمة عندما قال للنبي: تبا لك ألهذا جمعتنا؟ فأنزل الحق تبارك و تعالى سورة كاملة –سورة المسد- يتلى إلى يوم القيامة.

كلمة رفعت أبا بكر الصديق-أول من آمن به من الرجال- و باقي صحابة رسول رضي الله عنهم ، رفعتهم إلى رضوان الله : "لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة ..." و من تبعهم بإحسان ، و في الوقت نفسه صيرت أبا جهل و أشباهه في ظالمات التيه و الضلال. أبو جهل الذي كان يكنى بأبي الحكم ضيَّع الحكمة في الامتحان العظيم و صار في الامتهان الأبدي.



تلك الكلمة الطيبة العلوية هي أمرنا الرسول - صلى الله عليه وسلم – أن نقرع بها أذن الصبي اليمنى بالأذان عند ولادته وعن أبي رافع قال: ( رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن في أذن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة . رواه أبو داود والترمذي وقالا حديث صحيح , وحسنه الألباني . وسر التأذين عند ابن قيم الجوزية في كتابه: ( تحفة المودود ) أن يكون أول ما يقرع سمع الإنسان كلماته المتضمنة لكبرياء الرب وعظمته والشهادة التي هي أول ما يدخل بها في الإسلام . و هي كذلك التي أمرنا أن نحيي عليها و نجاهد من أجلها و أن نموت عليها حتى يكون منتهاه الجنة " من كان آخر كلامه من الدنيا شهادة أن لا آله إلا الله دخل الجنة ". أبو داود الجنائز (3116) ، أحمد (5/233).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
هجرة رسول الله و أسرار غار ثور
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبي بكر الصديق رضى الله عنه
» أمنية رسول الله صلى الله عليه وسلم (للعلامه عبدالله السحيم)
» فتوى : هل دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم للمرأة قليلة الجمال؟
» خضروات احبها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
» وفاة آمنة وحال رسول الله صلى الله عليه وسلم مع جده عبد المطلب بعدها

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى شنواى  :: القسم العام والإسلامى :: المكتبــة الإسلاميـــة-
انتقل الى: