منتدى شنواى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةمجلة شنواىأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الفرق بين الروح والنفس

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
محمد قدرى
عضو سوبر
عضو سوبر
محمد قدرى


ذكر
عدد المساهمات : 507
نقاط : 1327
تاريخ التسجيل : 23/11/2009
العمر : 28

الأوسمة
 :  
11: 11

الفرق بين الروح والنفس Empty
مُساهمةموضوع: الفرق بين الروح والنفس   الفرق بين الروح والنفس Emptyالخميس 10 ديسمبر 2009 - 18:15

الفرق بين الروح والنفس

الله قائم بذاته وهو ليس كمثله شىء
والله يهب الحياة للمخلوقات
والله نفخ فى آدم الروح فأصبحت المادة حية
وقال تعالى وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً) (الاسراء:85)
وبعد أن تنورنا بالعلم يمكن أن نتفهم
الروح من أمر الله يمكن أن تتفهمه الآن بعد الكمبيوتر للتقريب أنه تعليمات تحملها الملائكة "بروجرام" بتعليمات أو "Rom" محدد فيه العمر وكل ماسيمر بالأنسان

والنفس هو وسط ليس بمادة سموه أثير ويستخرج من المادة بواسطة الروح وبتعبير آخر هو مظهر لحياة الناتج من المادة الحية بالروح
والنفس هى كنه الأنسان به الذاكرة والبصيرة والفؤاد أى وسائل الأحساس والأتصال بجميع العوالم العالم الأرضى والسماوى
بينما الجسد فهو وسيلة الأتصال بالحياة الأرضية لأن حواسه تتعامل مع الماديات والأنسان فى حياته الدنيا تطغى عليه حواس الجسد فتحجب حواس النفس
وعند موت الأنسان تنفصل النفس عن الجسد وتستمر النفس فى الحياة فقط قد ذاقت الموت لكنها لاتموت وبعد أن زالت حواس الجسد
تستعيد حواس النفس لياقتها ويتسع مداها )لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ) (قّ:22)

وهى التى تعذب وهى تبقى ككنه للأنسان الى يوم القيامة وتتصل بكل العوالم السماوية والأرضية بعالمنا المادى ولكن لانحس بها لفقدانها الجسد المزود بأجهزة الأتصال المادية
أما الروح فهى المسئوله عن حفظ النفس ولتقريب ذلك للمفهوم
اعتبر كوب من الماء واعتبر ان الكوب كسر ولكن الروح اعتبرها تبريد
فبقيى الماء مجمدا بفعل روح التبريد والماء شفاف بدون كوب فلايرى
ولكنه موجود ويأخذ شكل الكوب بسبب التبريد
وقال الله بأنه خلق كل المخلوقات من روح ونفس وجسد فالمتغير هو الجسد
الملائكة جسدها من نور والجن من نار وآدم من تراب والمسيح من كلمة
فالملائكة لاجنس لهم فلاهم ذكر ولا انثى
والمسيح من كلمة وله جنس ذكر
والجن لهم جنس ذكر وانثى
والأنس من طين ذكر وانثى
أما الله فوق ذلك كله لاشبيه له
لأن كل الأشياء كائنة لها بدأ ونهاية وزمن وسبب فالنور مخلوق والكلمة مخلوقه والطين مخلوق والنار مخلوقه
وجبريل عليه السلام هو الروح الأمين
والله يرسل الروح القدس "أى روح مقدسة" لكل الأنبياء
والمسيح له جسد من مريم وله نفس هى كنه المسيح وله روح للمسيح والله ارسل له الروح القدس لتأييده وجميع الأنبياء كذلك
ومثل خلق الأنسان فى الحياة الدنيا كأنه دودة القز تسعى فى حدود المادة الضيقة ليختبرها الله ومثل الموت هو دخول دودة القز الشرنقة كالقبر
ومثل انطلاق النفس كالفراشه1 تخرج لتنطلق فى كل الأنحاء بعد أن أخذت شكلها ودرجتها

)وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً) (الاسراء:85)
)نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ) (الشعراء:193)
)رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ) (غافر:15)
قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدىً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) (النحل:102)
)يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفّاً لا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً) (النبأ:38)
) وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ) (البقرة:87)
)

وهزا توضيح أخر مقتبس


الروح عبارة عن مصطلح ذو طابع ديني وفلسفي يختلف تعريفه وتحديد ماهيته في الأديان والفلسفات المختلفة، ولكن هناك إجماع على أن الروح عبارة عن ذات قائمة بنفسها، ذات طبيعة معنوية غير ملموسة. ويعتبرها البعض مادة أثيرية أصلية من الخصائص الفريدة للكائنات الحية. استنادا إلى بعض الديانات والفلسفات فإن الروح مخلوقةً من جنسٍ لا نظير له في عالم الموجودات وهو أساس الإدراك والوعي والشعور. وتختلف الروح عن النفس حسب الاعتقادات الدينية فالبعض يرى النفس هي الروح والجسد مجتمعين ويرى البعض الآخر إن النفس قد تكون أو لا تكون خالدة ولكن الروح خالدة حتى بعد موت الجسد.

هناك جدل في الديانات والفلسفات المختلفة حول الروح بدءا من تعريفها ومرورا بمنشأها ووظيفتها إلى دورها أثناء وبعد الموت حيث أن هناك اعتقاد شائع أن للروح استقلالية تامة عن الجسد وليس لها ظهور جسدي أو حسي، ولا يمكن مشاهدة رحيلها ويعتقد البعض أن مفارقة الروح للجسد هي تعريف للموت ويذهب البعض الآخر إلى الاعتقاد أن الروح تقبض في حالتي الموت والنوم، ففي حالة الموت تقبض الروح وتنتهي حياة الجسد، وفي حالة النوم تقبض الروح ويظل الجسد حيا. المزيد عن الروح والنفس والإدراك في الترجمة العبرية لكلمة الروح هي نفيش Nephesh وهي أقرب لكلمة النفس العربية، أما كلمة الروح العربية فهي قريبة جدا من كلمة ريح مما جعل البعض يعتقد أن مصدر ومعنى كلمة الروح هي "ذَات لَطِيفَة كَالْهَوَاءِ سَارِيَة فِي الْجَسَد كَسَرَيَانِ الْمَاء فِي عُرُوق الشَّجَر" [1]، ومما زاد من صحة هذه القناعة لدى البعض أن الروح تنفخ كالريح، ولكنها ليست ريحا بمفهوم الريح.

[عدل] الروح عند الفلاسفة
قام أفلاطون (427 - 347 قبل الميلاد) بإعتبار الروح كأساس لكينونة الإنسان و المحرك الأساسي للإنسان وإعتقد بأن الروح يتكون من 3 أجزاء متناغمة وهي العقل والنفس و الرغبة وكان أفلاطون يقصد بالنفس المتطلبات العاطفية أو الشعورية وكان يعني بالرغبة المتطلبات الجسدية وأعطى أفلاطون مثالا لتوضيح وجهة نظره باستخدام عربة يقودها حصان, فللحصان حسب أفلاطون قوتان محركتان و هما النفس و الرغبة ويأتي العقل ليحفظ التوازن [2]. بعد أفلاطون قام أرسطو (384 - 322 قبل الميلاد) بتعريف الروح كمحور رئيسي للوجود ولكنه لم يعتبر الروح وجودا مستقلا عن الجسد أو شيئا غير ملموس يسكن الجسد فإعتبر أرسطو الروح مرادفا للكينونة ولم يعتبر الروح كينونة خاصة تسكن الجسد وإستخدم أرسطو السكين لتوضح فكرته فقال إنه إذا إفترضنا إن للسكين روحا فإن عملية القطع هي الروح وعليه و حسب أرسطو فإن الغرض الرئيسي للكائن هو الروح وبذلك يمكن الإستنتاج إن أرسطو لم يعتبر الروح شيئا خالدا فمع تدمير السكين ينعدم عملية القطع [3].

حاول رينيه ديكارت (1596 - 1650) وفي خطوة مهمة إثبات إن الروح وتنظيم الإعتقاد بالروح تقع في منطقة محددة في الدماغ [4] اما إيمانويل كانت (1724 - 1804) وفي خطوة جريئة قال إن مصدر إندفاع الإنسان لفهم ماهية الروح هو في الأساس محاولة من العقل للوصول إلى نظرة شاملة لطريقة تفكير الإنسان اي بمعنى ان العقل الذي يحاول تفسير كل شيء على أساس عملي سوف يضطر إلى التساؤل عن الأشياء المجهولة الغير ملموسة وبذلك فتح كانت الباب على مصراعيه لرعيل من علماء النفس ليفسروا الروح على أساس نفسي [5].

الروح عند المصريين القدماء
إستنادا إلى المعتقدات الدينية لقدماء المصريين فإن روح الإنسان مكون من 7 أقسام [6] [7]:

رين ، هو مصطلح قديم يعني الاسم الذي يطلق على المولود الجديد.
سكم ، وتعني حيوية الشمس
با ، وهو كل ما يجعل الإنسان فريدا و هو أشبه بمفهوم شخصية الإنسان.
كا ، وهو القوة الدافعة لحياة الإنسان وحسب الإعتقاد فإن الموت هو نتيجة مفارقة كا للجسد.
آخ ، وهو بمثابة الشبح الناتج من اتحاد كا و با بعد الموت
آب ، وهو "قطرة من قلب الأم"
شوت أو خيبيت وهو ضل الإنسان [8].

[عدل] الروح في البوذية
إستنادا إلى العقيدة البوذية فإن كل شيء في حالة حركة مستمرة وتتغير بإستمرار وإن الأعتقاد بان هناك كينونة ثابتة أو خالدة على هيئة الروح هو عبارة عن وهم يؤدي بالإنسان إلى صراع داخلي و إجتماعي و سياسي . إستنادا إلى البوذية فإن الكائنات تنقسم إلى خمس مفاهيم: الهيئة (الجسمانية)، الحواس ، الإدراك ، الكارما ( الأفعال التي يقوم بها الكائن الحي، والعواقب الأخلاقية الناتجة عنها) و الضمير وهذه الأجزاء الأربعة يمكن إعتبارها مرادفة لمفهوم الروح وعليه فإن الإنسان هو مجرد اتحاد زمني طارئ لهذه المفاهيم، وهو معرض بالتالي للـ"لا-استمرارية" وعدم التواصل، يبقى الإنسان يتحول مع كل لحظة جديدة، رغم اعتقاده أنه لا يزال كما هو وإنه من الخطأ التصور بوجود "أنا ذاتية"، وجعلها أساس جميع الموجودات التي تؤلف الكون فالهدف الأسمى حسب البوذية هو التحرر التام عبر كَسر دورة الحياة والانبعاث، والتخلص من الآلام والمعاناة التي تحملها. وبما أن الكارما هي عواقب الأفعال التي يقوم الأشخاص، فلا خلاص للكائن ما دامت الكارما موجودة [9].

عند وفاة الإنسان فإن الجسد ينفصل عن الحواس ، الإدراك ، الكارما و الضمير وإذا كانت هناك بقايا من عواقب أو صفات سيئة في هذه الأجزاء المنفصلة عن الجسد فإنها تبدأ رحلة للبحث عن جسد لتتمكن من الوصول إلى التحرر التام عبر كَسر دورة الحياة والانبعاث و حالة التيقظ التي تخمُد معها نيران العوامل التي تسبب الآلام (الشهوة، الحقد والجهل) ويسمي البوذيون هذا الهدف النيرفانا [10].


[عدل] الروح في الهندوسية

تمثال لبراهما محفور على الصخر في الهنديمكن إعتبار الجيفا Jiva في الهندوسية مرادفا لمفهوم الروح وهي حسب المعتقد الهندوسي الكينونة الخالدة للكائنات الحية وهناك مصطلح هندوسي آخر ويدعى مايا ويمكن تعريفها كقيمة جسدية و معنوية مؤقتة وليست خالدة ولها إرتباط وثيق بالحياة اليومية ويبدو إن المايا شبيه بمفهوم النفس في بعض الديانات الأخرى وإستنادا على هذا فإن الجيفا ليست مرتبطة بالجسد أو اي قيمة ارضية ولكنها في نفس الوقت أساس الكينونة [11].

ينشأ الجيفا من عدة تناسخات من المعادن إلى النباتات إلى مملكة الحيوانات ويكون الكارما ( الأفعال التي يقوم بها الكائن الحي، والعواقب الأخلاقية الناتجة عنها) عاملا رئيسيا في تحديد الكائن اللاحق الذي ينتقل اليه الجيفا بعد فناء الكائن السابق وتكمن الطريقة الوحيدة للتخلص من دورة التناسخات هذه بالوصول لمرحلة موشكا والتي هي شبيهة نوعا ما بمرحلة النيرفانا (الانبعاث و حالة التيقظ التي تخمُد معها نيران العوامل التي تسبب الآلام مثل الشهوة، الحقد والجهل) في البوذية [12].

هناك مصطلح آخر في الهندوسية قريب من مفهوم الروح وهي أتمان Atman ويمكن تعريفه بالجانب الخفي أو الميتافيزيقي في الإنسان ويعتبره بعض المدارس الفكرية الهندوسية أساس الكينونة ويمكن إعتبار أتمان كجزء من البراهما (الخالق الأعظم) داخل كل إنسان [13]. هناك إختلاف و جدل عميق بين الهندوسيين انفسهم حول منشأ و غرض و مصير الروح فعلى سبيل المثال يعتقد الموحدون (أدفايدا) من الهندوس إن الروح سيتحد في النهاية مع الخالق الأعظم [14] بينما يعتبر الغير موحدون (دفايتا) من الهندوس الروح لاصلة له على الإطلاق بالخالق الأعظم وإن الخالق لم يخلق الروح ولكن الروح تعتمد على وجود الخالق [15].


[عدل] الروح في اليهودية
لايوجد في التوراة تعريف دقيق لكلمة الروح و يذكر سفر التكوين إن الخالق الأعظم خلق الإنسان من غبار الأرض ونفخ الخالق في انف الإنسان ليصبح مخلوقا حيا. إستنادا إلى سعيد ابن يوسف الفيومي (882 - 942) وهو فيلسوف يهودي من مواليد مصر [16] فإن الروح يشكل ذلك الجزء من الإنسان المسؤول عن التفكير و الرغبة و العاطفة وإستنادا إلى كتاب كبالاه Kabbalah الذي يعتبر الكتاب المركزي في تفسير التوراة فإن الروح تنقسم إلى 3 اقسام [17]:

نفيش (Nefesh) وهي الطبقة السفلى من الروح وتربط بغرائز الإنسان الجسدية وهو موجود من لحظة الولادة.
روخ (Ruach) وهي الطبقة الوسطى من الروح والمسؤولة عن التمييز بين الخير و الشر وتنظيم المبادئ الأخلاقية.
نيشامه (Neshamah) وهي الطبقة العليا من الروح وهي المسؤولة عن تميز الإنسان من بقية الكائنات الحية .
وهناك تشابه كبير بين هذا التقسيم وتقسيم سيغموند فرويد لللاوعي الذي قسمه فرويد إلى الأنا السفلى و الأنا و الأنا العل.


[عدل] الروح في المسيحية
تعتبرالمسيحية الروح بمثابة الكينونة الخالدة للإنسان وإن الخالق الأعظم بعد وفاة الإنسان إما يكافئ أو يعاقب الروح ويوجد في العهد الجديد من الكتاب المقدس وعلى لسان المسيح ذكر الروح و تشبيهه برداء رائع أروع من كل ما كان يملكه سليمان [18]. هناك إجماع في المسيحية إن الوصول للمعرفة الحقيقية عن ماهية الروح هو أمر مستحيل وإستنادا إلى المفكر المسيحي أورليس أوغسطينس (354 - 430) فإن الروح عبارة عن مادة خاصة و فريدة غرضها التحكم في الجسد [19].

هناك جدل في المسيحية حول منشأ الروح فالبعض يعتقد إنها موجودة قبل ولادة الإنسان وعند الولادة يقوم الخالق بإعطاء الروح إلى الجسد [20] بينما يعتقد البعض الآخر إن روح الإنسان تنتقل كمزيج من روحي الوالدين وإن آدم هو الشخص الوحيد الذي خلقت روحه مباشرة من الخالق [21] بينما يرى طائفة شهود يهوه إن الروح مطابقة لكلمة نفيش (Nefesh) العبرية والتي حسب تصور الجماعة إنها مشتقة من التنفس و عليه فإن نفخ الخالق للروح في جسم اي كائن يجعل هذا الكائن كائنا متنفسا [22] وهناك البعض ممن يعتقد إن الروح تذهب إلى حالة من السبات لحين يوم الحساب.


[عدل] الروح في الإسلام
يقول الله تعالى :(ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً )[الإسراء: 85].

الروح من الأمور الخمسة التي لا يعلمها إلا الله سبحانه و تعالى

والمعنى العلمي لهذه الآية أن الروح أمر يصعب على البشر أن يفهموه لأنه أكبر من علمهم وعقولهم ومهما أوتي الإنسان من العلم لن يفهم حقيقة الروح،

وهذا هو السر في هذا الرد المقتضب حتى لا يقع الناس في البلبلة والظنون وينشغلوا عن الدعوة الجديدة بأمور فلسفية وقد ذهب المفسرون بعد ذلك إلى شتى التفاسير

فمنهم من قالوا: إن هذا الرد معناه: نهى المسلمين عن الدراسة والعلم بهذه القضية... بينما ذهب الأكثرية بأنها لم تنص على القول: ( قل الروح من علم ربي ) بل نصت: ( من أمر ربي ) والفارق بينهما كبير وواضح

ومن هنا فلم يتوقف علماء المسلمين عن الكتابة والدراسة في هذا الموضوع من ذلك :

كتاب ( الروح) لابن القيم

كتاب ( عالم الأرواح العجيب) للسيد حسن الأبطحي

وعشرات الكتب على مر العصور.


[عدل] الروح من وجهة نظر علمية
في بدايات القرن العشرين حاول الطبيب الأمريكي دنكن ماكدوغل Duncan MacDougall قياس وزن الروح وذلك بقياسه وزن شخص قبل و بعد الموت وإستنتج إن روح الإنسان تبلغ من الوزن 21 غراما ولكن محاولاته وصفت بأنها عديمة المعنى و غير علمية [23]. في الخمسينيات كتب الفيزيائي Francis Crick فرانسس كرك (1916 - 2004) الذي كان عضوا في الفريق العلمي الذي إكتشف الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين بإن دراسة الدماغ كفيل بإكتشاف مصدر إعتقاد الإنسان بوجود الروح [24], وتلاه عالم الحشرات و البيئة الأمريكي إدوارد ولسن Edward Osborne Wilson قائلا إن الجهد في دراسة الروح يجب ان ينصب على دراسة المورثات التي تجعل الإنسان مؤمنا بفكرة الروح [25].

هناك إجماع على إن المنطقة الجانبية من الدماغ والمسمى الفص الصدغي Temporal Lobe من المحتمل جدا ان يكون مسؤولا عن تنظيم الجانب الروحي في حياة الإنسان وقد تم التوصل إلى هذا الإستنتاج عن طريق الأشخاص الذين يعانون من صرع المنطقة الصدغية من الدماغ حيث و لأسباب غير معروفة يزداد النشاط الكهربائي لهذه المنطقة بمعزل عن بقية الدماغ وهذا يؤدي إلى ظهور اعراض وعلامات من أهمها أفكار دينية و روحية معقدة وأفكار ميتافيزيقية والتعلق بفكرة دينية معينة إلى حد الهوس. هذه الملاحظة البدائية حدى بالعلماء إلى إجراء تجارب تتركز على قياس نشاط هذا القسم من الدماغ في اشخاص متدينين غير مصابين بالصرع و مقارنته باشخاص ملحدين وتم التوصل في جامعة كاليفورنيا في سان دياغو الواقعة في ولاية كاليفورنيا عام 1997 إلى ملاحظة ان النشاط الكهربائي الدماغي في الفص الصدغي هو اعلى في المتدين مقارنة بالملحد [26].

--------------------------------------------------------------------------------

كان إبليس عليه من الله ما يستحق يمرعلى جسد آدم قبل نفخ الروح فيه ويرى جمال خلقه كما وصفه الله سبحانه ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ) ويقول إبليس لعنه الله : (خلقت لأمر عظيم ) , لقد خلق الله الإنسان من ثلاثة عناصر يتكون منها خلقه
وهي الجسد والروح والنفس ,
فالجسد وهو مادي ومعروف أصله , يعود أصله إلى التراب ,وخلق في ستة أطوار, طور التراب, وطور الطين اللازب , وطورالحمأ المسنون , وطور الصلصال, وطور التسوية وهي جعل الخزفة التي هي الصلصال عظما ولحما ودماً ثم نفخ فيه الروح ,حيث قام آدم حياً , قال الله تعالى (( وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشراً من صلصال من حمإ مسنون , فإذا سوَّيته و نفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين )) ( الحجر أية 28-29) , ويرى أنه سبعة أطوار: مادة الأرض فالتراب فالطين فسلالة من طين فحمأ مسنون فطين لازب فصلصال كالفخار.

أما العنصر الثاني الذي يتشكل منه الإنسان فهو النفس , فيقال أن الأنفس خلقت قبل خلق آدم بآلاف السنين , والنفس هي من فصيلة الجن وهي خلق شفاف لا يرى, ويتوفى الله الأنفس عند النوم , وتذهب طائفة بالأرض والكون هائمة في دنياها وعالمها وهي سريعة الحركة وكذلك سريعة العودة إلى الجسد حين ينبه النائم ومعروف أن الجن مخلوق من مارج من نار , (ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمإ مسنون , والجان خلقناه من قبل من نار السموم ) ( الحجر آيتي 26-27) , ولذا فبمقدور الجن أن يدور حول الكرة الأرضية في ثانية , ولعل النفس قريبة من هذا المعنى , ورغم أن العلم الشرعي لم يحدد لنا ماهية خلق الأنفس ؛ إلا أن النفس تظل عنصر أساسي من هذا المخلوق الذي أسمه الإنسان , ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم (( الأنفس أجناد مجندة , وإنها لتتشـامُّ في الهوى كما تتشامُّ الخيل فما تعارف منها منها إئتلف , وما تناكر منها إختلف )).

وفي الحديث عن مسلم بن يسار الجهني , أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سئل عن هذه الآية : (( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين )) قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل عنها فقال ..: إن الله خلق آدم , ثم مسح على ظهره بيمينه فاستخرج منه ذريته ...)) الحديث , ويهمنا هنا أن الله حين أخرج الذرية من صلب آدم من ظهره إلى آخر السلسلة أشهدهم على أنفسهم ألست بربكم ؟ ربما ليكونوا شهداء على تلك الأنفس الأمارة بالسوء , لكي لا يأتي يوم الحساب ويعتذروا بغير الحقيقة بادعائهم بالغفلة.

والأنفس ثلاثة أنواع : الأولى وهي النفس المطمئنة وهي النفس التي جبلت على الخير , أو كما ورد عن علي رضي الله عنه ( طوبى لنفس أدت إلى ربها فرضها ...) ,وهي أفضل الأنفس البشرية وقليل من البشر من تسكن أجسادهم مثل هذه النفس المطمئنة, أما الثانية فهي النفس اللوامة وهي التي تتردد بين الخير والشر , وقد خلطت عملاً صالحاً وآخر سيئاً وتتردد بين الخير والشر , أما الثالثة وربما هي الغالبة في أكثر البشر وهي النفس الأمارة بالسوء ,وهي النفس التي وصفها علي بن أبي طالب رضي الله عنه ( النفس مؤثرة الهوى ...جانحة للهو , أمارة بالسوء , مستوطنة للعجز , طالبة للراحة , نافرة للعمل ) .

أما العنصر الثالث فهو الروح وإذا كانت النفس إذا خرجت من الجسد مع النوم وسافرت لشجونها تسمى الموتة الصغرى كما ورد في الآية 42 من سورة الزمر (( الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون )), وإذا كان للنفس أن تغادر الجسد أثناء النوم فإن الروح لا تغادر الجسد أبداً , ويرى علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن في الجسد روحين , وهو ما نعنيه من أن الأولى هي الروح والثانية هي النفس .

قال مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه (( وبينما كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه جالسا مع أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيهم علي بن أبي طالب وجماعة من المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم فالتفت إليهم فقال : إني سائلكم عن خصال فأخبروني بها : أخبروني عن الرجل بينما هو يذكر الشيء إذ نسيه , وعن الرجل يحب الرجل ولم يلقه وعن الرؤيتين إحداهما حق والأخرى أضغاث , وعن ساعة من الليل ليس أحد إلا وهو فيها مروع وعن الرائحة الطيبة مع الفجر فسكت القوم فقال : ولا أنت يا أبا الحسن ؟ فقال بلى والله إن عندي من ذلك لعلما : أما الرجل ... وأما الرجل يحب الرجل ولم يلقه فإن الأرواح أجناد مجندة , فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف , وأما الرؤيتان إن إحداهما حق والأخرى أضغاث , فإن في ابن آدم روحين , فإذا نام خرجت روح فأتت الحميم والصديق والبعيد والقريب والعدو فما كان منها في ملكوت السماوات فهي الرؤيا الصادقة , وما كان منها في الهواء فهي الأضغاث . وأما الروح الأخرى فللنفس والقلب ...)) ولهذا فإن الروح لا تفارق الجسد إلا مرة واحدة , حين يقبضها ملك الموت في الموتة الكبرى , ولا أحد يستطيع أن يعطي رأياً في ماهية الروح فقد حسمها الله سبحانه بشكل قطعي لا نقاش بعده , قال الله سبحانه وتعالى (( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا * 85 الإسراء)) .

والروح فهي غير معلومة والمعلومات عنها شحيحة ولكنه من الملاحظ أنه تسعد روح الإنسان بالطاعات والعبادة ,ولذلك نجد أن العبادة تسمى بالجانب الروحي للإنسان , عبادة الخالق الذي أحسن كل شيء خلقه , فإذا كانت روح الشخص قد أخذت حقها في العبادة لله وحده ؛ فإنها تكون سعيدة وراضية وقانعة أما إذا أهمل الجانب الروحي فيما يتعلق بالعبادات فإن الشخص يجد أنه مفتقد لشيء ما من حياته؛ ربما لا يدري ما كنهه. فراحة الروح إنما هي بالعبادة والاهتداء إلى عبادة الخالق البارئ المصور له , وهذا ما يجعل النصارى واليهود الذين يدخلون بالإسلام يجدون الطمأنينة التي لم يتذوقوها من قبل فيقول( فانسان مونتيه) بجامعة باريس ((اخترت الإسلام لأني شعرت بالراحة في ظلاله فهو لا يفصل بين الروح والجسد ...)) وتقول الدكتورة البريطانية المتخصصة بالأمراض العصبية (آمنه كوكسون) ((أصبح الإسلام جزءاً مني , كنت أشعر بفراغ روحي , وأبحث عن نفسي فوجدتها بالإسلام )) , وربما تكون الروح قادرة على تحقيق مبدأ التعادل لدى الإنسان فلا يكون تحت ضغط النفس وشهواتها فقط , وهو ربما أمر يقابل النفس , أما النفس فهي الراغبة بالشهوات والمتع والأمارة بالسوء على الأغلب إلا من رحم الله, وكما قال يوسف عليه السلام حين همَّت نفسه بامرأة العزيز لولا أن رأى برهان ربه , (( وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء )) وقال تعالى (( ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك وأرسلنك للناس رسولاً وكفى بالله شهيداً ))( النساء , آية 79) وقال الله تعالى (( وجاءوا على قميصه بدم كذب قال بل سوَّلت لكم أنفسكم أمراً...)) (سورة يوسف آية 18) , فهي تجنح إلى دفع جسد الإنسان وعقله نحو الإيغال بالمتع اللا متناهية والشر؛ وربما تحايلت أو تغَّلبت على العقل من أجل الوصول إلى شهواتها , وتحث جوارح الإنسان على الوقوع بالخطيئة , ولعله مع ذلك فهناك أنفس وإن كانت قليلة قياساً بنسبة الأنفس التي تأمر بالسوء , هناك أنفس مطمئنة للخير كارهة للشهوات أو على الأقل تكبح جماح شهواتها (( يا أيتها النفس المطمئنة , إرجعي إلى ربك راضية مرضية , فادخلي في عبادي وادخلي جنتي )) . وفي الآية (( أقتلت نفساً زكية بغير نفس )) .

على أن الأعم الأشمل هو نزوع الأنفس البشرية نحو الخطيئة والسوء , وكما ورد في الحديث أنها تتشام كالخيل ولعل هذه الكلمة تحتاج إلى وقفة إذ أن الناس قد يجلسون متباعدين ولكن مع مجرى الحديث أو ربما لأول نظرة ؛ يجد الشخص أنه قد ارتاح لشخص ما من بين تلك المجموعة , الكثير يظن أن ذلك مجرد توافق فكري أدى إلى هذه النتيجة من المحبة والتقارب , ولكن الحقيقة هي أن المغزى أعمق بكثير؛ فالأنفس التي تشامت خلال هذه الجلسة نفرت مما يناقضها في التفكير وحب الشهوات , وتقربت مما يتقارب منها في ذلك , وهنا شعر ذلك الشخص بأن فلان قريب من نفسه لا لثقافته وإنما تقاربت معه نفسه لأنهما تعارفتا بهواهما فائتلفتا وتنافرت مع آخرين لأن نفوسهم قد اختلفت فتنافرت .

وتؤكد الآيات أن النفس المطمئنة والمؤمنة لا تكون إلا بإذن الله (( وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون )), آية 100 سورة يونس ) .

ولعلنا نشاهد أنفساً شفافة لدى قلة من الناس وهي حالات غير مفهومة , فيقول أحدهم , قبل أن أراك كنت أفكر فيك , وقبل أن تتصل علي خطرت ببالي فكنت أبحث عن رقم هاتفك , وتقول أخرى حين سألتك كنت أتوقع الإجابة التي ستقولينها بالحرف , ويطرق الباب طارق فيقول أحدهم هذا فلان وسيطلب مني كذا وكذا , وكل هذا صحيح ولكن الكثير يحتار كيف يكون ذلك ,ولعل ذلك يحدث بسبب شفافية غير اعتيادية من اندماج نفس هذا الرجل أو المرأة مع الأنفس بمحيط المكان وتستطيع نفسه لفرط شفافيتها أن تتصل بأنفس من تحب ومن لا تحب وتستنبط ما يفكر فيه الجالس أو القادم من خلال قدرتها على التَّشامُّ مع تلك الأنفس واستنباط ما يفكرون به وما يريدون وما سيطلبون , ولعل النفس تستطيع السيطرة - وهي خرساء تكتفي بالإيحاء أو ما يسمى بحديث النفس – على الجهاز العصبي بالذات ومن خلال سيطرتها عليه وصحتها أو مرضها تعكس ذلك على أمراض الإنسان النفسية أو صحته النفسية, فهي توحي للشخص برغباتها وبعض استنتاجاتها من خلال هذا الجهاز , ولعل لقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه لكُمَيل أن الأنفس أربعة إنما هو يصف خواص النفس الواحدة فتكون إما حسية أو نامية أو ناطقة والرابعة عنده هي الروح, ويرى أن النامية تنبعث من الكبد والحسية من القلب وتختص بالرضي والغضب والناطقة ليس لها انبعاث وقواها فكر وذكر وعلم وحلم ونباهة.ويرى البعض أن الكثير من الأحلام الطويلة والتي حيرت علماء النفس إنما هي تحدث لثوان معدودة فقط , وربما أطول حلم رآه إنسان كان فقط لثوان قليلة ربما أقل من الدقيقة الواحدة وهو تحت الأجهزة التي تسجل نبضات عقل الإنسان الذي يتعرض لحلم ما , ولكنه حين يتحدث عن تفاصيل الحلم قد يستغرق روايته لحلمه نصف ساعة أو أكثر, فلعل تلك الأحلام إنما هو من طواف النفس حول أماكن شاسعة من الأمكنة عبر الكرة الأرضية وسجل لمقابلتها لتلك الأنفس التي ائتلفت معها أو اختلفت, فإن صادفت من كرهته أو أحبته أو قابلت نفس غريبة عنها , كل ذلك تسجله في تفاصيل ذلك الحلم , ربما أنها مختصر للأحداث التي حدثت مع النفس خارج الجسد وبعيداً عن الروح في فترة النوم التي كانت قد استغرقت لدقائق معدودة أو ربما ساعات ؛ ولعل خلاصة تلك الأحداث تختزل إلى العقل خلال ثوان قليلة حين تعود النفس للجسد وقبيل استيقاظ الشخص من نومه كما لو تحفظ بيانات مخزنة في ملف وتنقلها إلى ذاكرة كمبيوترك الشخصي , أي أن النفس تنقل ما مر بها من أحداث وتفاصيل سعيدة أو مخيفة إلى العقل الخاص بجسدها كما لو يكون بضغطة زر , فتُشعِر الجسد والروح بما مر بها في فترة غيابها عنهما إبان فترة النوم ,

ونقل هذه المعلومات قد لا يستغرق إلا ثوان وهو ما تشعر به أجهزة علماء النفس من نبضات تسجل فقط عملية النقل للمعلومات التي أتت بها النفس للعقل , ولذا فمع نقل هذه المعلومات ربما استيقظ الشخص من فزع أو سعادة حسب ما ورد إليه من معلومات سعيدة أو مفزعة , ولعل النفس مجرد مخلوق شفاف فلا ترى حين تخرج من الجسد أو تعود إليه , ولعل تلكؤ بعض النائمين وتباطؤهم بالاستيقاظ هو نتيجة لتأخر نفسه بالعودة إليه كطبيعة اختصت بها من بين أنفس أخرى سريعة العودة وسريعة الاستيقاظ , ويبدو أن النفس ترى وتشعر وترغب وتشتهي ولها نصيب من حواس الإنسان ذاته ولكنها قد توحي للعقل إيحاء وتحدثه بلغة غير مسموعة إلى الدرجة أن يحتار الإنسان ما بين وسوسة الشيطان وحديث النفس فلا يمكنه التفريق بينهما , فهي إذاً خرساء تستخدم أجهزة الجسم ذاته لإيصال رسائلها للعقل الذي يتحكم بالجسد , ومن هنا تكون النفس قادرة على التأثير السلبي أو الإيجابي على الإنسان من خلال إرسال رسائلها إلى العقل الباطن فإن كانت نفس الإنسان قد تعرضت لنكسات وإحباطات؛ فإنها ترسل للعقل الباطن الذي هو الأقرب بالنسبة لها رسائل سلبية فينتج عن ذلك رويداً رويداً الأمراض النفسية أو العقد النفسية , وهي نتيجة لتجارب النفس المريرة مع الحياة , ولكن إذا كانت الروح أقوى تأثيراً من النفس وإيمانها بالله قوياً فإن الروح ترسل رسائل مفعمة باليقين والإيمان وهي رسائل إيجابية بأن هذا الإخفاق غير مؤثر على مجرى حياة الإنسان , ومن هنا يتلقى العقل الباطن رسائل إيجابية ليس من النفس التي يفترض أنها تميل إلى الجانب السلبي دائماً؛ وإنما ربما والله أعلم من الروح العامرة بالإيمان والقدر فينجو الشخص من العقد والأمراض النفسية , وكما قال علي رضي الله عنه لكُمَيل أما الرابعة فهي الكلية الإلهية ولها خمسة قوى بقاء في فناء ونعيم في شقاء وعز في ذل وفقر في غنى وصبر في بلاء, ولها خاصيتان الرضى والتسليم وهي التي مبدؤها من الله وإليه تعود . والله أعلم .

أما الجسد ففيه الأجهزة السبعة المعروفة من الجهاز التنفسي والهضمي والبولي - التناسلي والعظمي والدوري والعصبي والعقلي وهو من لحم ودم وجلد وعصب وعظم وعروق ودماغ , وهو الذي تقوم عليه قدرة الإنسان على الحركة والعمل المادي والفكري أو الراحة حسب الرغبة التي يريدها الشخص ذاته سواء كانت من العبادات أو الشهوات .

ولعل العقل أهم الأجهزة التي تغربل اطروحات الروح وحاجاتها ورغبات النفس وشهواتها , وإمكانيات الجسد وقدراته , وهذا الجهاز ربما هو الرابط الأقوى بين العناصر الثلاثة أي بين الجسد والروح والنفس , يقول خالد بن الوليد رضي الله عنه (( وقد سمعنا نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم يقول : لما خلق الله تعالى العقل وصوره وقدره قال أقبل فأقبل ثم قال له أدبر فأدبر فقال الله تعالى وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا أحب إلي منك بك تنال طاعتي وتدخل جنتي)) , أي أن الشخص الأكثر عقلاً يميل إلى إشباع حاجات الروح ويغلبها على حاجات وشهوات النفس . (( ونفس وما سواها , فألهمها فجورها وتقواها )) ربما والله أعلم تقدمت كلمة الفجورعلى التقوى فيما يتعلق بالنفس على عكس الروح ؛ لأن أكثرية الأنفس جبلت نحو حب الشهوات والفجور .

والنفس على ما فيها من كمية للفجور أكبر مما فيها من التقوى , إلا أن بعض الأنفس تكون خطيرة قاتلة محبة للقتل والإجرام , وهي لديها قدرات خاصة في الإصابة بالعين من قتل أو إصابة ,وهي أمضى وأسرع من السلاح فيرى ابن القيم الجوزية رحمه الله في زاد المعاد عن الأنفس: أن الحاسد ليس بالضرورة يكون عائن ولكن العائن لا بد أن يكون حاسد ( أي يصيب العين ) وهي من شح النفس , ويرى أن كل الأمم اتفقت على أن العين أمر موجود واختلفوا في سببه وجهة تأثير العين . (( فقالت طائفة : إن العائن إذا تكيفت نفسه بالكيفية الرديئة انبعث من عينه قوة سُمِّية تتصل بالمعين , فيتضرر , قالوا وهذا لا يستنكر , كما لا يستنكر انبعاث قوة سمية من الأفعى تتصل بالإنسان فيهلك , وهذا أمر قد اشتهر عن نوع من الأفاعي أنها إذا وقع بصرها على الإنسان هلك فكذلك العائن , وقالت فرقة أخرى : لا يستبعد أن ينبعث من عين بعض الناس جواهر لطيفة غير مرئية فتتصل بالمعين وتتخلل مسام جسمه فيحصل الضرر )) وهذه الجواهر اللطيفة هي ربما ما نسميه اليوم ( بأشعة الليزر ).ويقول ابن القيم (( ولا ريب أن الله سبحانه خلق في الأجسام والأرواح قوى وطبائع مختلفة وجعل في كثير منها خواص وكيفيات مؤثرة ولا يمكن لعاقل إنكار تأثير الأرواح في الأجسام ...)) ويؤكد على أن (( التأثير للروح , والأرواح مختلفة في طبائعها وقواها وكيفياتها وخواصها , فروح الحاسد مؤذية للمحسود أذى بيناً... فإن النفس الخبيثة الحاسدة تتكيف بكيفية خبيثة وتقابل المحسود فتؤثر فيه بتلك الخاصية ...)), (( وهي سهام تخرج من نفس الحاسد والعائن نحو المحسود والمعين فتصيبه تارة وتخطئه تارة , فإن صادفته مكشوفاً لا وقاية عليه , أثرت فيه ,ولا بد , وإن صادفته حذراً شاكي السلاح لا منفذ فيه للسهام , لم تؤثر فيه , وربما ردت السهام على صاحبها , وهذا بمثابة الرمي الحسي سواء , فهذا من النفوس والأرواح , وذاك من الأجسام والأشباح , وأصله من إعجاب العائن بالشيء ثم تتبعه كيفية نفسه الخبيثة ثم تستعين على تنفيذ سمها بنظرة إلى المعين ... والنفس أو العين يقال أصابت فلاناً نفس ... واعلم أن ترياق سم الحية في لحمها , وأن علاج تأثير النفس الغضبية في تسكين غضبها وإطفاء ناره بوضع يدك عليه والمسح عليه وتسكين غضبه )) ( ابن القيم , زاد المعاد , جـ 4 ص166- 171).

هذا هو ذلك المخلوق العجيب الذي أحسن الله خلقه (( ثم رددناه أسفل سافلين)) , فعالم الجسد وأسراره وعالم النفس الأكثر ألغازا وأسراراً وغموضاً وخطورة على الآخرين وهذا عالم الروح العابدة لربها والتي هي من أمر الله .فما أعجب الإنسان وسبحان من خلقه .لقد خلق الله الملائكة وأحسن خلقهم بأجمل صورة وهم عابدين مسبحين لا يعصون لله أمراً وخلق الشياطين بأبشع صورة وخصهم بالعصيان والكفر أعاذنا الله منهم ومن الكفر فالملائكة على اليمين والشياطين على اليسار وخلق الإنسان ليكون في الوسط فهو قد أحسن الله خلقه ولكن فيهم من يذهب خلف الملائكة من عباد الله المؤمنين , ومنهم من يذهب خلف الشياطين يكفرون بالله ويعصون ما أمرهم الله به من دين رضيه لعباده وينقسم الجن بين مسلمين , وكفاراً على طريق الشياطين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
shadow
عضو vip
عضو vip
shadow


ذكر
عدد المساهمات : 3980
نقاط : 3981
تاريخ التسجيل : 11/12/2014
العمر : 25

الفرق بين الروح والنفس Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفرق بين الروح والنفس   الفرق بين الروح والنفس Emptyالثلاثاء 9 يوليو 2019 - 12:48

جزاك الله خيراً
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الفرق بين الروح والنفس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حوار بين النفس الطائعه والنفس العاصيه؟
» عشق الروح
» بصمة الروح
» قصة رقصة الروح قصيرة جدا
» عيسى (ع) ونفخ الروح

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى شنواى  :: القسم العام والإسلامى :: هـــــــذا نبينـــــا-
انتقل الى: